أخبار ومقالات دينية

العلماء الفاسدة أشرّ المفسدين في الارض

جريدة موطني

العلماء الفاسدة أشرّ المفسدين في الارض
قلم الشريف_أحمد عبدالدايم
الأديان السماوية لقد حرّمت كل صور الفساد بأدلة، حيث إنه يؤدي إلى ضياع الحقوق وهلاك المال والأعيان والموارد، وكل هذا يقود المجتمع إلى التخلف والفقر .
ومفهوم الفساد هو الخروج عن حال الاعتدال والاستقامة ومعيار الحكم على العمل بصلاحه أو فساده هو معيار شرعي وإن كان في نظر البعض غير ذلك والأعمال الفاسدة مجمع على حرمتها ومنها قوله تعالى: ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ) سورة الأعراف الآية 56.
ولأن الفساد تتعدد صوره وأشكاله وأنواعه ولعل أهمها استغلال الوظيفة في تحقيق النفع لصاحبها بتعطيل مصالح الناس والأختلاس والرشوة ومحاباة البعض على حساب الآخرين
العالم الفاسد هو أشرّ المفسدين في الارض:
نتحدث اليوم عن العلماء بصفة عامة فى شتى العلوم الحياتية والدينية ، لأن الفساد آفة خطيرة، ومعول هدم للمجتمعات
حيث سأل إعرابي الرسول صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرم عن من هو أشر الناس في الارض، قال رسول الله : العالم الفاسد هو أشر المفسدين فى الارض أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
نجد بعض المعامل الكيماوية والتخصيب الكيمائى النووي منهم من يسعى لتدمير البشرية.
وبعض الاطباء والمراكز الصحية تقوم بإجراء عمليات جراحية تتنافى مع أخلاق المجتمع والشريعة الأسلامية
لذا فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى آفة الفساد بقوله جل شأنه : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة الروم الآية 41 .
العلماء المفسدين من علامات الساعة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ . وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ – أُرَاهُ – السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ : فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ : إِذَا وسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ.
ولأن فساد رجال الدين هم أشر وأخطر على المجتمع من الأمراض المستعصية، عندما تجد منهم من يعمل لحساب حاكم أو والي البلدة ليرضى عنه ويغدق عليه برحمات عطفه ويُقربه اليه من المناصب والأموال، وتجد منهم له محاباة لأحد من أصحاب السلطة أو الوظائف، وهذا العالم المُفسد يبيع دينه بدنياه .
لقد رفع الشيخ الامام ابراهيم الدسوقي والامام الغزالي أصواتهم في وجه آكلي الدنيا بواسطة الدين من علماء السوء ووعاظ السلاطين، أولئك المشايخ والفقهاء الذين بايعوا الظالمين على ظلمهم وباركوا للمتجبّرين تجبّرهم وسبّحوا بحمد المستكبرين. وراحوا يوبّخهم توبيخًا عظيما، ويلقون عليهم قولا ثقيلا، وفي إظهار الحجة عليهم، وفي تعزيرهم بوابل من القوارص والتقريع العنيف الشجاع. ولقد كانت محنة الشيخ الدسوقي والغزالي الفكرية والفلسفية والوجدانية هي التي ذهبت بهم نحو الزهد في زينة الحياة الدنيا زهد القادر المستطيع لا زهد العاجز الخانع.
الختام :
لا شك أن فضل العلماء يلزم الوقوف بأحترام طويلا مع بيان فضل العلم، لأن العلم أجلُّ الفضائل، وأشرف المزايا، وأعزُّ ما يتحلى به الإنسان، فهو أساس للحضارة، ومصدر أمجاد الأُمم، وعنوان سموّها وتفوقها في الحياة .
قال اللَّهِ تَعَالَى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ واللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة11.
لذا فالعلماء هم خيار الناس، المرادُ بهم الخير وهم منارات الأرض بل هم سادة الناس وقادتهم الأجلَّاء .
ماذا قال الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
العلماء مثل الملح في الطعام، إذا كان هذا الملح فاسد، فماذا يفعل فى الطعام
وأفضل الختام هو قول الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة الأعراف الآية 96. 

العلماء الفاسدة أشرّ المفسدين في الارض

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار