أخبار ومقالات دينية

العمرة في شهر رجب

جريدة موطني

الدكرورى يكتب عن العمرة في شهر رجب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 20 يناير 2024 

#جريدة_موطني

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، الذي عاش صلى الله عليه وسلم عيشة الزهد فلم يشبع من خبز الشعير قط، وربما وضع حجرين على بطنه ليسكت جوع بطنه وكان يأكل بأصبعه الثلاث ويلعقها إذا انتهى، أحب صلى الله عليه وسلم من الطعام الدباء أي القرع والحلوى والعسل وكان لا يذم طعاما قط، كان صلى الله عليه وسلم كريما سخيا جوادا، سأله يوما رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، ثم أما بعد أما عن العُمرة في شهر رجب، فإنه قد دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في شهر رجب.

كما ورد عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما جالس إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، فسئل كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعا إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه قال وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين، أي صوت السواك، في الحجرة فقال عروة يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ؟ قالت ما يقول ؟ قال يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد، أي حاضر معه، وما اعتمر في رجب قط” متفق عليه أى رواه البخارى ومسلم، وجاء عند مسلم، وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم، وقد قال النووي.

أن سكوت ابن عمر رضى الله عنهما على إنكار السيدة عائشة رضى الله عنها يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك، ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب، فيها فضل معين ولم يرد في ذلك نص إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب، وقيل مما بلغ عن أهل مكة زادها الله شرفا هو إعتياد كثرة الاعتمار في رجب وهذا مما لا أصل له، بل ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” عمرة في رمضان تعدل حجة” وقيل أيضا أما تخصيص بعض أيام شهر رجب بأى شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع.

لا ينبغي إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر عدا ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه، ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في شهر رجب من غير اعتقاد فضل معين، بل كان مصادفة أو لأنه تيسر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك، اللهم أمدنا بحولك وقوتك فأنت وحدك المستعان، وتقبل منا عملنا هذا بقبول حسن، واجعله خالصا لوجهك الكريم، إنك أنت السميع المجيب، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.  

الدكرورى يكتب عن العمرة في شهر رجب

مع جريدة موطني الدولية أنت في قلب الحدث

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار