المقالات

الغزالي يتذوق الشعر ويحفظة

جريدة موطنى

 الغزالي يتذوق الشعر ويحفظة

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الغزالي يتذوق الشعر ويحفظة

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أهل العلم والعلماء، وعن أئمة الإسلام، والذي كان من بينهم الإمام محمد الغزالي، وقيل أن الشيخ الغزالي كان يتذوق الشعر ويحفظه، ويستشهد به في كلامه وفي كتاباته وفي مواقفه المختلفة، ومع أنه كان مولعا بالشعر القديم وبخاصة شعر المتنبي إلا أنه كان يحفظ أيضا الشعر الحديث وبخاصة شعر أحمد شوقي وكان يتابع كل جديد ينشر في مجال الأدب والشعر ويقرأ للمعاصرين له، ولكنه كان يمقت الشعر المرسل وما يسمى بقصيدة النثر، وكان يرى فيه ميدانا يتبارى فيه كل عاجز، وقد برر موقفه النقدي هذا بقوله قد ظل العرب أقل من عشرين قرنا يصوغون شعرهم حسب البحور المأثورة عنهم، حتى جاء هذا العصر الأنكد بما يسمى الشعر المرسل. 

 

محاكاة للشعر الأوربي كما يقولون وأكرهتني الأيام على سماع هذا اللغو من بعض الإذاعات أو قراءته في بعض المجلات فماذا وجدت؟ تقطعا عقليا في الفكرة المعروضة كأنها أضغاث أحلام، أو خيالات سكران ثم يصب هذا الهذيان في ألفاظ يختلط هزلها وجدها، وقريبها وغريبها، وتراكيب يقيدها السجع حينا، وتهرب من قيوده أحيانا، ثم يوصف المشرف على هذا المخلوط الكيماوي المشوش بأنه شاعر، وقال في موضع آخر قد راقبت إنتاج ذوي الأسماء اللامعة في هذا الميدان المبتدع، فوجدت السمة الغالبة على هذا اللغو المسمى شعرا لا تتخلف أبدا، التفكير المشوش أو اللا تفكير، والتعبير الذي يجمع الألفاظ بالإكراه من هنا ومن هنا، ويحاول وضعها في أماكنها، وتحاول هي الفرار من هذه الأماكن. 

 

وبعد رحلة طويلة من الكفاح والدعوة إلي الله توفي الإمام محمد الغزالي يوم السبت العشرين من شهر شوال لعام ألف وربعمائة وستة عشر هجرية، الموافق التاسع من شهر مارس عام ألف وتسعمائة وست وتسعين ميلادي، في الرياض في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة، حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك. 

الغزالي يتذوق الشعر ويحفظة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار