الرئيسيةاخبارالفوز بالنصر في الدنيا والجزاء في الآخرة
اخبار

الفوز بالنصر في الدنيا والجزاء في الآخرة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما ” إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلم تسليما” فاللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد اعلموا يرحمكم الله كما جاء في المصادر الإسلامية أنه جاء ابتدأ النداء بقوله تعالي “يا أيها الذين آمنوا” لإشعارهم بأن ما يطلب منهم هو من ثمرات الإيمان ومن مقتضياته، وقد أمر بأمور أربعة وهم الصبر، والمصابرة والمرابطة والتقوى، وإن هذه الأمور الأربعة هي التي يرجى بها الفلاح، أي الفوز في الدنيا والآخرة.

 

ولذا قال سبحانه ” لعلكم تفلحون ” أي رجاء أن يكتب لكم الفوز بالنصر في الدنيا والجزاء في الآخرة، وكما ذكرت المصادر إن من الصحابيات المجاهدات التي دافعت عن النبي صلي الله عليه وسلم هي السيده أم عمارة وهى نسيبة بنت كعب، ولقد عاشت السيدة أم عمارة نسيبة بنت كعب مع زوجها زيد بن عاصم، ولكنه بعدما توفاه الله فقد تزوجت السيده أم عمارة من بعده غزية بن عمرو الأنصاري، وكان أيضا ممن شهد بيعة العقبة وأحد، وهو أخو سراقة بن عمرو، وأنجبت له ضمرة الذي قتل في موقعة الجسر، وكانت موقعة الجسر فى العام الثالث عشر من الهجره، بين جيش الخلفاء الراشدين بقيادة أبو عبيد بن مسعود الثقفي والامبراطورية الفارسية، وكان أبو عبيد بن مسعود الثقفي، قد وصل إلي العراق، وكانت أولي حروبه النمارق، ثم السقاطية، ثم باقسياثا.

 

ثم هذه الموقعة، فخلال عشرين يوما من وصول أبي عبيد بجيشه، قد انتصر المسلمون في ثلاث معارك، وانهزموا في معركة واحدة هي معركة الجسر وهى التى قضت علي نصف الجيش، ومن بقي فر، بعد مقتل قائدهم أبوعبيد في هذه المعركة، وكان لأم عمارة، ولد آخر يدعى تميم، ويختلف كتاب السير في نسبته إلى زوجها زيد بن عاصم أم لزوجها غزية بن عمرو، وكانت أم عمارة من أوائل أهل يثرب دخولا في الإسلام، فقد كانت إحدى امرأتان بايعتا النبي صلى الله عليه وسلم، في بيعة العقبة الثانية، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، كانت أم عمارة من المخلصات في نشر الدين، فشاركت في غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، لتسقى الجرحى وتطبّبهم، لكنها بعد أن دارت الدائرة على المسلمين قاتلت هي وزوجها وإبناها.

 

دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أبلت بلاء حسنا وجُرحت ثلاثة عشر جُرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، أن يكونوا رفقائه في الجنة، وحين نادى النبي صلى الله عليه وسلم، في أصحابه صبيحة يوم أحد للخروج لمطاردة قريش، همّت أم عمارة للخروج معهم، لكنها لم تقو على المشاركة في تلك الغزوة بعد أن أثقلتها جراح يوم أحد، وحين عاد المسلمون من تلك الغزوة، أرسل أخاها عبد الله بن كعب ليطمئنه على أم عمارة لما أبلته من بلاء في أحد، فطمئنه على سلامتها، فسُر النبي صلى الله عليه وسلم، بذلك، ثم شاركت أم عمارة بعد ذلك في غزوة بني قريظة وغزوة خيبر، وفي السنة السادسه من الهجره، خرجت أم عمارة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وألف وخمسمائة من المسلمين لأداء العمرة.

 

وقبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه مكة، أرسل عثمان بن عفان ليبلغ قريش أنهم جاءوا للعمرة، تأخر عثمان في العودة بالرد، فظن المسلمون أن عثمان قُتل، فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، بيعة الرضوان على الموت ثأرا لعثمان، وكان فيهم أم عمارة، وهي البيعة التي نزل فيها الوحي بكلام من الله عز وجل، وهى بيعة الرضوان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، عن من بايعه يومها ” لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجره ” وهو الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال عنه أنه حديث

حسن صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *