الرئيسيةمقالاتالقائمون بإعداد رجل الدين
مقالات

القائمون بإعداد رجل الدين

القائمون بإعداد رجل الدين 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد كان هناك سؤال للعلماء وهو كيف نحيي العمل بالإسلام؟ ويرد العلماء غبي هذا السؤال فيقول العالم المتحدث أيها الأخ الكريم، تسألني كيف نحيي العمل بالإسلام؟ وهو سؤال طالما تردد في صدري، وطالما ترقبته من شخصية لها حق الإستشارة في وسائل التوجيه، وكم كنت أتمنى أن تسألني معك هذا السؤال شخصية أخرى نيط بها إعداد رجل الدين الذي يفهم الحياة والإسلام على وجههما الصحيح، والذي يجوس خلال الديار، ويمتلك بعلمه وعمله، وحكمته وبيانه قلوب الناس، فيهرعون إلى مجلسه، ويمتلئون إيمانا بما يقول، كنت أتمنى ذلك لأقول لك ولصاحبك أنتما المسؤولان عن إحياء العمل بالإسلام. 

واعلموا جميعا أن الإذاعة والصحافة والنشر هي وسائل إن أريد لها أن تنفح الناس بريح طيبة، تجري بهم رخاء إلى الكمال كانت الموجه المفيد، وكانت العدة القوية في إحياء العمل بالإسلام، وإن أُريد لها كما نراها اليوم في كثير من مجتمعاتنا عكس ذلك، تنفث سموم التحلل، وتغري بألوان العبث كانت الموجه الضار الذي لا ينفع معه تثقيف ولا تهذيب، وكانت العدة القوية التي لا يظفر بمثلها خصوم الإسلام في إماتته عند أهله، وإنتزاع مبادئه من قلوبهم، وإذن يتحتم عليك أيها الأخ وعلى إخوانك مستشاري هذه الوسائل في بلادنا الإسلامية أن تجتمعوا وتتشاوروا في وضع منهج عام يقضي على الأقل بتنقيتها مما يوجه الشباب الغافل نحو الثورة النفسية على الدين وفضائله باسم التجديد والتقدم، أما القائمون بإعداد رجل الدين. 

فهم يعلمون أنهم وقفوا في إعداده عند مرحلة لا تهيئ لكشف غامض، ولا إزالة شبهة، ولا إظهار حكمة، عند مرحلة لا تمكن واعظا ولا مرشدا من إنفاذ وعظه إلى القلوب، عند مرحلة قديمة من القول ليس بينها وبين حاضر الناس ما ينبه الشعور، أو يوقظ الوعي، عند مرحلة رأوا أن فيها كفاف عيشهم، فعكفوا عليها، وبذلك عميت على الناس فضائل الدين، وانطمست أحكامه في عقولهم، وانصرفوا إلى ما يلبي شهوتهم، أو يحقق لهم ثقافة وافدة عليهم من سماء غير سمائنا، وإذن فمن الواجب الحتم على هؤلاء هو إحياء للعمل بالإسلام إعادة النظر في منهج التكوين لرجل الدين، الذي نراه في جماعة التشريع والتقنين، والذي نراه في مرتبة الإجتهاد وإستنباط الأحكام، والذي نراه في ميادين الوعظ والدعوة، يمتلك على الناس أفئدتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

وبدافع من واجب الدين يقضي بالتضحية وإحتمال المشاق، وإذا تمت لنا وسائل التنقية من السموم المهلكة المنوطة بكم، وتمت لنا وسائل الإعداد لرجل الدين المنوطة برجال المعاهد الدينية وجب من جانب ثالث على رجال التربية والتعليم الحكومي، أن يفسحوا المجال في معاهدهم لبث تعاليم الإسلام الصحيحة، مع الهيمنة الصادقة والإشراف الفعلي المثمر، وإذا كان كما يقولون لا بد لوازع القرآن من وازع السلطان، وهي كلمة حق، وجب على الهيئات المنفذة أن تقف بالمرصاد لكل من شذ، أو حاول أن يشذ، وبذلك نكون قد أخذنا على الفساد والتحلل جميع المسالك، وعندئذ يعظم أملنا في إحياء العمل بالإسلام، وتتحقق أمنية الأخ الكريم، وهي أمنية كل مؤمن بالله تعالي.

القائمون بإعداد رجل الدين 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *