الرئيسيةمقالاتالكبر أشر وأخطر من الشرك
مقالات

الكبر أشر وأخطر من الشرك

الكبر أشر وأخطر من الشرك
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الكرم وبما أن الكرم يطلق على ما يحمد من الأفعال فإن له أنواعا كثيرة منها الكرم مع الله تعالي، فالمسلم يكون كريما مع الله بالإحسان في العبادة والطاعة، ومعرفة الله حق المعرفة، وأيضا الكرم مع النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ويكون بالإقتداء بسنته، والسير على منهجه.

واتباع هديه وتوقيره، وكذلك الكرم مع النفس، فلا يهين الإنسان نفسه، ويعرضها لقول السوء أو اللغو، وقد وصف الله عباد الرحمن بأنهم ” وإذا مروا باللغو مروا كراما” وكما أن من أنواع الكرم هو الكرم مع الأهل والأقارب، فالمسلم يكرم زوجه وأولاده وأقاربه، وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة، والإنفاق عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة أي إعتاق عبد، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك ” رواه مسلم، وكذلك إكرام الضيف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ” رواه البخاري، وكما ذكرت المصادر الإسلامية أن الكبر أشر وأخطر من الشرك، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

التكبر شر من الشرك، فإن المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى، والمشرك يعبد الله وغيره، والكبر رفض الحق ودفعه وعدم الالتزام به بعض الناس أى تشتاق نفسه إلى الهداية، ولكنه يمنعه الكبر من اتباع شعائر الدين، وكما أن من أسباب الثبات على الهدى والحق هو سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، فألحوا على الله تعالى بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة والشيطان قاعد لك بالمرصاد ولك فيمن تقدمك من المؤمنين أسوة حسنة وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” أسال الله ان يثبتنا واياكم على الخير والصلاح، وإن تذكر هذا الأمر لتطير له ألباب العقلاء وتنفطر منه قلوب الأتقياء وتنصدع له أكباد الأولياء كيف لا والخاتمة مغيّبة والعاقبة مستورة والله تعالي غالب على أمره.

والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال ” فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها” متفق عليه، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإن الكبر له علامات، فَبها يعرف أحدنا أنه متكبر أو لا، فالكل يدعي أنه بريء من الكبر والغرور، وأنه من المتواضعين غاية التواضع، وروي عن عمر بن العزيز رحمه الله تعالى أتاه ليلة ضيف وكان يكتب، فكاد المصباح أن يطفأ، فقال الضيف أقوم إلى المصباح فأصلحه، فقال ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه، قال أفأنبه الغلام؟ أي الخادم، فقال عمر هي أول نومة نامها، فقام وملأ المصباح زيتا، فقال الضيف قمت أنت يا أمير المؤمنين؟ فقال ذهبت وأنا عمر، ورجعت وأنا عمر، ما نقص مني شيء، وخير الناس من كان عند الله متواضعا،

ومن آثار الكبر، لبس بعض الرجال خاتم ذهب أو ساعة فيها ذهب، أو نظارات فيها ذهب،أوجنبية فيها ذهب فاسمع ما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك حين رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فرماه، ثم قال ” يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ” فاللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، وحرّم على النار أجسادنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *