أخبار ومقالات دينية

الكرامة هي الشرف والعزة

جريدة موطني

الكرامة هي الشرف والعزة
بقلم :-
عبادى عبدالباقى قناوى
المقدمة
الكرامة هي :-
حق الفرد في أن تكون له قيمة وأن يحترم لذاته،
وأن يعامل بطريقة أخلاقية.
الكرامة هي موضوع ذو أهمية في كل من الأخلاق والأخلاقيات والقانون والسياسة كامتداد لمفاهيم عصر التنوير للحقوق الطبيعية والحقوق القانونية.
يستخدم المصطلح أحيانا لوصف التصرفات الفردية مثل :-
«التصرف بكرامة».
أولاً :-
👈مفهوم الكرامة 👉
الكرامة :-
في المعاجم اللغوية :-
هي الشرف،
وكرامة النفس ترفعُها و تصوُنها، والكرامة كون الشيء عزيزا،
وتكرم فلان عما يشينه .
فقد ورد من هذه المادة في سورتي الإسراء والفجر ، فعلان
«كرم» و «أكرم»،
حيث قال :-
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنٰهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنٰهُم مِّنَ الطَّيِّبٰتِ وَفَضَّلْنٰهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾
وقوله :-
﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلٰهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾
ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية :-
«يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات و أكملها،
فالآية دالة على أن الله شرف ذرية آدم على جميع المخلوقات بالعقل ، والعلم ، والنطق،
وتسخير جميع ما في الكون له ولخدمته».
وهذه الآية أساس لبيان الكرامة الإنسانية في الإسلام وبها تتفرع الأمور والرموز المتعلقة بها،
ويمكن أن نجمل هذه التجليات والمظاهر في نقاط تالية من خلال استقراء الأدلة الشرعية الدالة على ذلك .
ثانيا :-
الكرامة في الإسلام :-
من أجلى مظاهر الكرامة البشرية أن الإسلام لم يفرق في حق الحياة بين أبيض وأسود ،
ولا بين شريف و وضيع ،
ولا بين حر وعبد،
ولا بين رجل وامرأة،
ولا بين كبير وصغير،
لأن هذا التكريم تكريم إلهي،
وليس بسبب توافر خصائل مادية وتضافر عناصر مكسوبة؛
فقد ورد في الحديث
«الخَلقَ كُلُّه عيَالُ الله وَرَعِيَّةُ الله»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:- «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ »، وقال :-
أيضًا بمناسبة حجة الوداع
«لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، ولَا لِأَبيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبيَضَ إِلَّا بِالتَّقْوَى».
(رواه البخاري ومسلم)

اعتنت شريعتنا الغراء بالإنسان أعظم عناية،
واهتمت بكرامته أبلغ اهتمام، ولم تنته عناية الشريعة بالإنسان بانتهاء حياته؛
بل امتدت إلى ما بعد موته،
وجعلت حرمة الميت كحرمة الحي ، فحرمت أن يوطأ قبره أو تقضى عنده الحاجة أو توضع القاذورات بِقرب قبره،
وتكريما للموتى أمر الإسلام
بتغسيل الميت،
وتكفينه، ودفنه، ونهى عن كسر عظمه أو الاعتداء عليه أو على جثته، فقد جاء في الحديث النبوي عنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله
صلى الله عليه وسلم قَالَ :-
«كَسْرُ عَظْمِ الْـمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا» ، وكذا نهى عن سب الميت والطعن عليه في حديثه عن عكرمة
«إيّاكُم أن تذكروا أباه بِشرٍّ فإنّ سَبّ الميّتِ يُؤذي الحيَّ ولا يَبلُغ الميّتَ».

وإثباتا لمكانة الإنسان المرموقة في الإسلام منعت شريعتنا عن الحرق والتمثيل بالقتلى وهو تقطيع أعضاء المقتول كأذنيه وعينيه وأنفه،
وإن كان المقتول من جماعة المناضلين في المعارك،
وكذا حرمت الانتفاع بأعضاء الإنسان والاستفادة بها لكرامته وشرف جسده، فلايجوز إيراد العقد عليه.
وللحديث بقية إن شاء الله.
والله المستعان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار