منوعات

اللي معاه قرش محيره يعمل (عزاء) ويطيره

متابعة : محمد سعد

مناسبات العزاء بسبب ما تشهده من ولائم
وبزخ غير مبرر تحولت إلى ما يشبه الأفراح
بعدما تغيرت المفاهيم،
وتبدلت الأحوال،
وأصبحنا نشهد طقوساً لا تتناسب مع مصاب فقدان قريب
أو حبيب.
أضواء
وكشافات ساطعة مبهرة..
كراسى مذهبة
وأخرى جلدية فاخرة..
فراشة مزركشة وأرضية مغطاة بالسجاد..
بوفيه وخدمات فندقية 5 نجوم.. ذبائح وموائد
تكفى لإطعام فقراء مصر..
كاميرات فيديو وفوتوغرافيا..
بث مباشر على مواقع التواصل.. تذكر عزيزى القارئ
أننى أصف لك سرادق عزاء
وليس شادر فرح.
من منا لم يضرب كفا بكف،
عندما يذهب لتقديم واجب العزاء فى أحد أبناء قريته
أو منطقته،
فيفاجأ أنه أمام مشهد أقرب ما يكون بمهرجان أفراح الجمعيات.. أناس يهرولون بين الصفوف للترحيب بسعادة
“المستشار”،
وآخرون يجذبون “الحاج” للجلوس فى واجهة السرادق.
. وثالث يوجه جناب “النائب” لمجاورة مقرئ العزاء
وصراع على التقاط “السيلفى”
بين الحضور لتسجيل الحدث التاريخى.
الأكثر مرارة من كل ما سبق..
مذيع الربط..
ولمن لم يقابله..
مذيع الربط مصطلح يطلق على الشخص الذى ينقل الميكرفون من مقرئ إلى آخر بعد الديباجة الإعلانية المقيتة
“القارئ العالمى الخزعبلى
والفراشة الهندسية والبوفية الفندقى
والإخراج التليفزيونى والفنى”، والدور الرئيسى المنوط به مقاطعة مقرئ العزاء
وخطف الميكروفون للترحيب بالضيوف.
نعم كل ذلك يحدث الآن فى سرادقات العزاء، التى تحولت من مناسبة اجتماعية حميدة،
لمواساة أهل المتوفى،
إلى بيئة صاخبة للتملق والنفاق.. مئات الآلاف من الجنيهات يتم هدرها للوجاهة
والتباهى والمنظرة الفارغة،
فى ظل أزمة معيشية لا تخفى على أحد.
والسؤال..
أليس من الأولى تخصيص وصرف كل تلك الأموال المهدرة لصالح أعمال خيرية
وفى مصارف شرعية، تعود بالنفع على المتوفى..
أو مساعدة فقراء ومحتاجين يرفعون أيديهم بالدعاء والرحمة والمغفرة للمرحوم..
وهو فى أمس الحاجة لتلك الدعوات داخل قبره.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية،
أو علم ينتفع به،
أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم.. ما النفع والفائدة للمتوفى من هذه المصاريف الخزعبلية..
لا هي بالصدقة الجارية،
ولا بالعلم الذى ينتفع به،
حتى الولد الصالح لم ينفع والده المرحوم،
سواء بمال ورثه عنه، أو بماله الخاص المكتسب.
نعود ونؤكد
“لا إسراف.. ولا مباهاة.. ولا تفاخر”.. وفي الأخير،
لا يسعنى إلا أن أقول
“لا أرانا الله مكروها فى عزيز لديكم..
وشكر الله مسعاكم جميعا..
ولا عزاء للفقراء والمحتاجين”.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار