المتاهة
المتاهة
مريم الراشدي
المملكة المغربية
ها هي ذي
على شفاه الحروف
تضيع الصروف
تتسارع تمتماتها
نبض تائه يجري بين مسالك المتاهة
أبواب تؤدي إلى نفس النقطة من البداية
نسيم عليل يبلل الخدود
برذاذه الصباحي
وأبواب بلورية
تتشظى عند النظر
ذاك الوجه لا يعقل نفسه
أهو من جلس إلى الولائم والخلان حتى الصباح ؟
أم هو صاحب الفأس في الأرض والفجر في المساجد ؟
عند الملتقيات
عند التقاطعات
يرى وجوها تشبه الوجوه
لكن الشفاه لا تنطق نفس الحروف
على حدودها نار تلفح بالصدى
تسلب اللب وترمي في السراب
خواء وهباء وضربٌ من عواء
ذاك الجمل
في فيافي الصدور
صابر صبر أيوب
افتقار بعد جاه
ومرض بعد عمر لاه
وفقدان بعد عزوة/ه/
الأمر بين الكاف والنون لله
أيا حروف عودي لزمن الجاه
بلا أساطيرَ ولا رُوّاه
إلى أوّلك، لقد أصابنا الرعاف
كل الصروف خفّت والميزان خاف
اختل، رقصت على خصره بورصة الأيام
تُشطِحنا ذات اليمين وذات اليسار
أما آن لك يا شفاه الحروف ؟!
أن تترفعي فتفوزي، إن لك كتابْ
اقرضينا قرضا حسنا فقد بِعنا
منذ الأزل للمُنزّه عن العلل والزّللْ
ربِّ كل المِلل
فلا قنوط ولا مَلل
نسأل الله البلل، المزن وزَن
على شفاه الحروف ألف آه
حكايات بالألوف تلو الألوف تلو الألوفْ
وكلها عُزوف تلو عُزوف
تتألم من الظروف والقول المدسوس المحذوف
الصمت سيف يطوف
يقتلع الهمس من الصفوف
في متاهة الحروف
لا رسولٌ يفك العُقد
لا تابعٌ يشد الأزر
ما عاد أحد يعتكف ويطوف
ما عاد أحد يفقه القول
ما عاد أحد ينصت ويتقفّى النبض
كل في مرآهُ لا يرى إلّاه
كل على عرشه لا يتربع إلا إياه
كل في حلبته لا ترفع يمناه إلا يسراه
مريم الراشدي