المتحف الكبير.. نقلة حضارية تليق بعظمة مصر وتاريخها
مصطفى بكر :
تعيش مصر اليوم السبت لحظة تاريخية ينتظرها العالم منذ سنوات، مع افتتاح المتحف المصري الكبير رسميا، ذلك الصرح الحضاري الفريد الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، ويعكس رؤية الدولة المصرية في استعادة مكانتها الثقافية والحضارية بما يليق بتاريخها العظيم الذي يمتد لآلاف السنين.
افتتاح المتحف الكبير اليوم لا يمثل مجرد حدث أثري أو سياحي، بل هو إنجاز قومي يعبر عن روح مصر الحديثة، وإصرارها على أن تكون في مقدمة دول العالم في حفظ التراث الإنساني وتقديمه بأسلوب معاصر يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا.
يقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، في موقع استراتيجي يجعل الزائر يعيش تجربة فريدة تجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر. ويمتد المتحف على مساحة تزيد عن نصف مليون متر مربع، ويضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية نادرة من مختلف العصور، من أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بهذا الشكل المتكامل.
ما يميز المتحف الكبير أيضا هو تصميمه المعماري المذهل، الذي يمزج بين الحداثة وروح الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى قاعات العرض المزودة بأحدث تقنيات الإضاءة والعرض المتحفي، التي تجعل الزائر يعيش رحلة عبر الزمن داخل كل جناح وكل قطعة. كما يضم المتحف مركزا متطورا للترميم يعد الأكبر في الشرق الأوسط، ويسهم في الحفاظ على الآثار وصيانتها بأعلى المعايير العالمية.
ومن المتوقع أن يشكل افتتاح المتحف المصري الكبير دفعة قوية للسياحة في مصر خلال الفترة المقبلة، إذ يحظى باهتمام عالمي واسع منذ الإعلان عن موعد الافتتاح، كما سيجذب ملايين الزوار سنويا، ويفتح آفاقا جديدة أمام السياحة الثقافية، بما ينعكس إيجابيا على الاقتصاد الوطني ويدعم خطط التنمية المستدامة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المتحف المصري الكبير يمثل رسالة جديدة من مصر إلى العالم، تؤكد أن هذا الوطن العظيم لا يعيش على أمجاد الماضي فقط، بل يصنع مجده الحاضر والمستقبل أيضا. وأضاف الرئيس أن هذا المشروع يعكس قوة الإرادة المصرية وقدرتها على تنفيذ المشروعات العملاقة التي تحفظ الهوية وتخدم الإنسانية.
كما صرح وزير السياحة والآثار أن المتحف الكبير سيكون من أهم المقاصد السياحية في العالم خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أن تصميمه الفريد وموقعه المتميز سيجعلان منه أيقونة حضارية تليق بمكانة مصر وتاريخها الممتد عبر العصور.
ويعد افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم تتويجا لجهود آلاف المصريين من مهندسين وعمال وخبراء آثار، عملوا لسنوات بروح وطنية عالية ليقدموا للعالم صرحا يليق باسم مصر وحضارتها.
إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف لعرض القطع الأثرية، بل هو مشروع وطني شامل يعكس روح مصر الجديدة التي تبني وتبدع وتحافظ على تراثها في الوقت نفسه. إنه وعد جديد بأن مصر ستظل منارة للحضارة، وقبلة للسياحة والثقافة، ومصدر فخر لكل مصري.
المتحف الكبير.. نقلة حضارية تليق بعظمة مصر وتاريخها


