الرئيسيةمقالاتالمداومة على حفظ شعائر الله
مقالات

المداومة على حفظ شعائر الله

المداومة على حفظ شعائر الله

المداومة على حفظ شعائر الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ري العالمين شرح صدور المؤمنين فإنقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن ثياب أهل الجنة فهي ليست كثيابنا، ولو صنعت من أفخر أنواع الأقمشة، حيث قال الله تعالي ” عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ” فوصف الله تعالي ثياب أهل الجنة بحسن ألوانها فقال تعالي “خضر” ووصفها بطيب ملمسها فقال “ثياب سندس خضر وإستبرق” والسندس ما رق من الحرير، والإستبرق ما غلظ منه، ومع هذه الثياب الجميلة، يحلون بالحلي والأساور. 

 

“يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير” ولقد نفى الله تعالي عن أشربة الجنة كل آفة تعرض لها في الدنيا، فالماء غير آسن، لا يتغير بطول المكث واللبن لا يفسد أو يحمض والخمر لا يصدّع الرؤوس ولا يفسد العقول والعسل مصفى من الشوائب والأكدار، وإذا أكل أهل الجنة وشربوا، أين يذهب طعامهم وشرابهم؟ لا تظن أن مآله يكون كطعامنا وشرابنا، بل هو مسك يخرج رشحا وعرقا من أجسادهم وجشاء من أفواههم، واعلموا أن شعائر الله عز وجل أمرها عظيم، وشأنها جسيم لذا فقد خاطب الله عباده المؤمنين بالمداومة على حفظها، وبين أن حفظها علامة على حياة قلب العبد، وبمقابل ذلك نسخ الله تعالى بعض الشعائر التي كانت قائمة مثل تحريم القتال في الأشهر الحرم، وهدي المشركين وقلائدهم، وأمر عباده المؤمنين بالتعاون على البر والتقوى. 

 

وعدم التعاون على الإثم والعدوان، وتحريم إستحلال شعائر الله إلا ما نسخ منها، وفي إباحة الصيد بعد التحلل وفي وجوب التعاون على البر والتقوى، فيا أيها الأبناء والإخوة المستمعون ويا أيتها المؤمنات المستمعات إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، وهي تسعون نداء، حواها كتاب الله تعالي واشتمل عليها القرآن العظيم، وهذه النداءات المنادي فيها هو الله رب العالمين، وولي المؤمنين، ومتولي الصالحين، والمنادى بها هم المؤمنون المتقون، وثمار هذه النداءات الاستقامة على منهج الحق إلى دار السلام، وقد كررنا القول أنه ينبغي للمؤمن أن يسمعها، فاسمع مولاك وهو يناديك ويوجه إليك نداءه، وقد علمتم ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد قال له أحد التابعين من أبناء الصحابة اعهد إلي يا عبد الله ووصني بشيء. 

 

فأنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فأعرها سمعك فإنه خير تؤمر به، أو شر تنه عنه” وهذا منهج الكمال والإسعاد وهو فعل الخير وترك الشر، ولغفلتنا وإعراضنا وإبعادنا ما منا أحد قصد أن يسمع هذه النداءات الإلهية، مع أنها احتوت على كل ما تتطلبه حياة المؤمن من العقائد والعبادات وبيان الحلال والحرام والمال والاقتصاد والسياسة الحربية السلمية، وما تركت شيئا تتوقف عليه حياة المؤمن إلا وحوته، وقد شاء الله أن تكتب في كتاب وتجمع وتشرح وتبين وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علها تنتشر وتبلغ بين المسلمين، وتترجم إلى لغات المسلمين، وهذه الخطوة الأولى قد تمت، وما بعدها إلى الله، فإن أراد الله أن يجمع المؤمنين على الهدى وعلى الخير والتقوى ليتآلفوا ويتحابوا ويتعاونوا ساقهم لهذا الكمال، 

 

وإن لم يرد عقوبة لنا فها نحن كما نحن، ما سمعنا ولا قرأنا، وفي هذا النداء فحواه وما احتوى عليه هو في تحريم استحلال شعائر الله وشعائر الدين وأعلامه كالصلاة والزكاة إلا ما نسخ منها إذ بعض الشرائع والقرآن ينزل نسخها الله عز وجل، وأوقف العمل بها وأبطله، والله ينسخ ما يشاء ويبقي ما يشاء، ولكنه يبقي ما فيه كمال المؤمنين وسعادتهم، وينسخ ما ليس فيه طائل ولا فوائد لأنه عليم حكيم، وبالمؤمنين رحيم، وفي إباحة الصيد بعد التحلل، أن المحرم بالحج أو العمرة لو عرضت له غزالة بين يديه لا يمسها، ولو وجدها نائمة في فراشه يتركها ما دام محرما، فلا يصيد طيرا ولا غزالة ولا شيء، وأما بعد التحلل من الإحرام فله أن يصيد، ولكن لا يصيد في الحرم، ولا في حرم المدينة، وحرم المدينة من جبل أحد إلى جبل عير، فهذا لا يحل الصيد فيه أبدا.

المداومة على حفظ شعائر الله

المداومة على حفظ شعائر الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *