المقالات

المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها

جريدة موطني

المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 28 سبتمبر 2024

المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد لقد قسم لنا العلماء الصبر إلي ثلاثة أقسام ومنهم الصبر على الطاعة حيث إن المسلم يصبر على الطاعات لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها، ويقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ”

ويقول تعالى “وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها” وأيضا الصبر عن المعصية حيث أن المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضل المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل” رواه الطبراني، وهناك أيضا الصبر على المرض، فإذا صبر المسلم على مرض إبتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشكها إلى الناس، كان حقا على الله أن يغفر له” رواه الطبراني، وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة، فالسيدة أم زفر رضي الله عنها كانت مريضة بالصرع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء.

فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم “إن شئتي صبرتي ولكي الجنة، وإن شئتي دعوت الله أن يعافيكي” فإختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة “متفق عليه، ويقول الله تعالى في الحديث القدسي “إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه أي عينيه، فصبر، عوضته منهما الجنة ” رواه البخاري، وهناك أيضا الصبر على المصائب فالمسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو أهله، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة” رواه البخاري، وقد مرّت أعرابية على بعض الناس، فوجدتهم يصرخون، فقالت ما هذا؟ فقيل لها مات لهم إنسان، فقالت ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبقضائه يتبرمون أي يضيقون، وعن ثوابه يرغبون أي يبتعدون.

وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور أي لك أجر وثواب، وإن جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور أي عليك وزر وذنب، وكما أن هناك الصبر على ضيق الحياة، فالمسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة رضي الله عنها تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء” متفق عليه، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار