المصالحة التركية المصرية
بقلم : المستشار أشرف عمر
هذه المقالة تم نشرها في ٢٣ سبتمبر ٢٠٢١ عن العلاقات التركية المصرية وبمناسبه زيارة الرئيس اردوغان الي مصر لاعادة العلاقات مع مصر لاعلي مستوياتها والتباحث في الملف الليبي والاقتصادي والحدود البحرية اعيد نشر المقال مرة اخري :
تركيا بلد علماني الهوية وكبير واقتصادها يعتمد بشكل كبير علي التصدير للدول العربية الا ان القيادة السياسيه فيها قد اتخذت موقفا غريبا وغير مدروس ادي الي تهميشها وذلك عن طريق التدخل في شؤون الدول العربية والاصطفاف مع فريق ضد فريق بشان زعزعة الانظمة والاستقرار فيهما وتنفيذا لمخططها الاحتلالي للدول العربية الذي تطمح اليه تركيا منذ فترة طويلة
وذلك بدون دراسه حقيقة لمفاتيح اللعبه السياسية في داخل البلاد العربيه والارث التاريخي العثماني المحتل لها والذي لم يكن في يوم من الايام يمثل اضافة للشعوب العربية وانما تم نهب ثروات الدول كباقي دول الاحتلال الاخري ونقلها الي الاستانة وتمكين الاوربيين والاسرائيلين من احتلال الدول العربيه
ولذلك فان المشروع التركي الحديث بزعامة الرئيس اوردغان قد قوبل بالرفض والمقاطعة من قبل مصر والسعوديه والامارات وغيرهما
مما شكل ذلك خطرا علي تركيا وانعزال لها عن العرب والحق بسياستها الخارجيه واقتصادها خسارة جسيمة ، و هي في ذات الوقت تعاني من تضييق في علاقتها مع الاوربيين والامريكان وانعزالا لها
ومازاد حدة التوتر ايضا بين تركيا والعرب الملف الليبي و الذي كانت تركيا تسعي فيه للاستيلاء علي القرار السياسي والاقتصادي وقد تم إفشاله من قبل المصريين
ولذلك فان تركيا حتي الان تكاد تكون منعزله عن المحيط العربي الذي تطمح بان يكون لها فيه دور و موقع قيادي بعد فشلها في الانضمام للاتحاد الاوربي و لذلك فان الاطماع التركيه ستظل موجودة وعلي العرب ان يتخذوا حذرهم من تركيا وغيرها
ولذلك في الاجتماعات الاستكشافية التي تتم بين المصريين والاتراك بعد سعي تركيا الدؤوب الي التقرب للقيادة السياسيه المصرية هي لمعرفة مالدي الاتراك من تقدم علي صعيد اعادة العلاقات بين البلدين وما ستقدمه تركيا لمصر من قربان يؤكد حسن نيتها في تطوير هذه العلاقات وخاصة في ملف الهاربين اليها وملف الغاز والملف الليبي وغيرة من الملفات الاخري التي تهم العرب لتأكيد حسن النوايا الاتراك تجاه العرب
تركيا الان لديها تضخم اقتصادي بسبب جائحه كورونا وغيرة من الاسباب الداخلية الاخري واقتصادها يعاني من الكساد الاقتصادي وتريد ان يكون لها نصيبا في اعادة البناء في الداخل الليبي وافريقيا ونصيب في غاز البحر المتوسط
وموطيء قدم في العلاقات مع الدول العربيه التي تغيرت قواعد اللعبه فيه كثير وفات تركيا الكثير بسبب مقاطعة السعوديه ومصر لها
بعد ان فقدت الكثير من رصيدها في علاقتها الخارجية بسبب سياستها تجاه الدول العربيه
لذلك فان المصريين والعرب الان لديهم الكثير من الاوراق لتحجيم الاتراك ووضع قواعد للتفاهات معهم بعدم التدخل في الشان العربي مرة اخري
وعلي العرب ان يدركوا جيدا ان انسحاب امريكا من الخليج وافغانستان ماهو الا بدايه فوضي جديدة تسعي امريكا لتصديرها مرة اخري
ولذلك ينبغي عليهم ان ينتبهوا جيدا وان يسعوا الي تنظيم انفسهم جيدا وان يكون هناك تكامل في كثير من الملفات التي تهم الشعوب
لان العالم الان يتغير والكل يحارب من اجل مصلحته
هكذا توقعنا وهكذا جري