أخبار ومقالات دينية

المعز لدين الله يسلخ الإمام 

جريدة موطني

الدكرورى يكتب عن المعز لدين الله يسلخ الإمام  المعز لدين الله يسلخ الإمام 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

لقد كان لعلمائنا الأوائل موقف واضح من الحكام المبدلين للدين ودولهم، سواء في جانبه العقدي أو التشريعي، ولم تنطل عليهم اللافتة الإسلامية التي كانت ترفعها الدولة العبيدية وحكامها فقد اعتبروا الدولة العبيدية خارجة عن الإسلام ومستحقة للجهاد، وقال شيخ الإسلام ولأجل ما كانوا عليه من الزندقة والبدعة بقيت البلاد المصرية مدة دولتهم نحو مائتي سنة قد انطفأ نور الإسلام والإيمان حتى قالت فيها العلماء إنها كانت دار ردة ونفاق کدار مسيلمة الكذاب، ومستندهم في ذلك الكتاب والسنة وإجماع الصحابة على قتال المرتدين زمن الصديق رضي الله عنهم، سواء الذين اتبعوا الكذابين أو الذين منعوا الزكاة وأرادوا تبديل الدين، وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام والمصدق لهذا جهاد أبي بكر الصديق رحمة الله عليه. 

 

بالمهاجرين والأنصار على منع العرب الزكاة، كجهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الشرك سواء، لا فرق بينها في سفك الدماء، وسبي الذرية، واغتنام المال، فإنما كانوا مانعين لها غير جاحدين بها، وإن المنافقين المنتسبين للإسلام هم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى، وخصوصا إذا كانوا متنفذين لأنهم باسم الإسلام يهدمون الدين، وهذا ما لا تقدر على مباشرته اليهود والنصارى، والتاريخ القديم والحديث شاهد على ذلك، وقد قال تعالى عن المنافقين “هُم العدو فاحذرهم” وإن من عظمة الإمام القدوة ابن النابلسي، حيث صدع بالحق في وجه الدولة العبيدية وهو يعلم بطشهم، فسلخوه وهو حي حتى استشهد صابرا على هذا البلاء العظيم، وقد سئل صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل؟ 

 

قال “كلمة حق عند سلطان جائر” وكانت قصة وفاته وهي أنه بعد أن استولى الفاطميون على الشام هرب العلماء من منطقة فلسطين وبيت المقدس حيث كان الفاطميون يجبرون علماء المسلمين على لعن أعيان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم على المنابر، ولما ظهر المعز لدين الله بالشام واستولى عليها أبطل التراويح وصلاة الضحى، وأمر بالقنوت في الظهر بالمساجد، وكان الإمام النابلسي ممن هرب من العلماء من وجه الفاطميين الذي هرب من الرملة إلى دمشق، وكان من أهل السنة والجماعة وكان يرى قتال الفاطميين، وقال النابلسي لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحدا إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة، وبعد أن استطاع حاكم دمشق التغلب على القرامطة أعداء الفاطميين.

 

قام بالقبض على الإمام النابلسي وأسره وحبسه في شهر رمضان، وجعله في قفص خشب، ولما وصل قائد جيوش المعز لدين الله إلى دمشق، سلمه إليه حاكمها، فحمله إلى مصر، فلما وصل إلى مصر، جاء جوهر للمعز لدين الله بالزاهد أبا بكر النابلسي، فمثل بين يديه، فسأله قائلا بلغنا أنك قلت إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهما وفينا تسعة، فقال الإمام النابلسي ما قلت هكذا، ففرح القائد الفاطمي وظن أن الإمام سيرجع عن قوله، ثم سأله بعد برهة فكيف قلت؟ قال الإمام النابلسي قلت إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضا، فسأله المعز ولم ذلك؟ فرد قائلا لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم. 

 

فأمر المعز بإشهاره في أول يوم، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا وفي اليوم الثالث، أمر جزارا يهوديا بعد رفض الجزارين المسلمين بسلخه، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ اليهودي وأخذته رقة عليه، فوكز السكين في موضع القلب فقضى عليه، وحشي جلده تبنا وصُلب على أبواب القاهرة، وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة من الهجرة، ولقد سجل التاريخ كفر وظلم وقسوة الشيعة وكيف رحمه اليهودي عند سلخ الامام النابلسي ولم يرحمه الرافضة فهو تطبيق واقعي لقيام العالم بالرسالة ونصرة الدين إنه عالم من علماء الحديث، فهو يعلم أنه يحمل علما أفضل من أي شيء في الدنيا الاسلام الحق لقد سجنه الفاطميون وصلبوه لثباته على السنة، ولما سُلخ كان يُسمع من جسده قراءة القرآن، رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته.

المعز لدين الله يسلخ الإمام 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار