المقالات

الملائكة لا يأكلون ولا يشربون

الملائكة لا يأكلون ولا يشربون

الملائكة لا يأكلون ولا يشربون

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 26 ديسمبر 2024

الملائكة لا يأكلون ولا يشربون

الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء، وأسجد له ملائكتة وأسكنه الجنة دار البقاء، وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فاهبطه إلى دار الابتلاء، وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء، وما منهم أحد إلا وجاء معه بفرقان وضياء، ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء، ونزل القرآن لما فى الصدور شفاء، فأضأت به قلوب العارفين والأتقياء، وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء، ونهل من فيض نوره العلماء و الحكماء، نحمده تبارك وتعالى على النعماء و السراء، ونستعينه علي البأساء والضراء، ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداءوشماتة الأعداء، ونسأله عيش السعداء وموت الشهداء والفوز فى القضاء وأن يسلك بنا طريق الأولياء الأصفياء. 

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء، خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه علي الماء، خلق الخلق فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء، محيط بخلقه فليس لهارب منه نجاء، قادر مقتدر فكل الممكنات في قدرتة سواء، سميع بصير يرى النملة السوداء فى الليلة الظلماء ويسمع دبيبها علي الصخرة الصماء، ويسمع دبيبها علي الصخرة الصماء، أجرى الأمور بحكمته وقسم الأرزاق وفق مشيئته بغير عناء، لايشغله شأن عن شأن فكل شىء خلق بقدر وكل أمر جرى بقضاء، وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء، وإمام المجاهدين والأتقياء، والشهيد يوم القيامة علي الشهداء، والمعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قـط وما أساء، دعا أصحابه إلي الهدي فلبوا النداء، فإذا ذاته رحمة لهم ونور وإذا سلوكه إشراق وضياء، هو القدوة النيرة فى الصبر على البلاء والعمل لدار البقاء. 

 

وهو الأسوة المشرقة فى الزهد فـى دار الفناء، فكم مرت شهور ولا طعام له ولأهل بيته إلا التمر والماء، أشتهر من قبل البعثة بالصدق فلم يعرف عنه كذب ولا نفاق ولا رياء، ولم يؤثر عنه غدر بل إخلاص وأمانة ووفاء، صلى الله عليه قديما وكذا الملائكة فى السماء، وصلى هو فى المسجد الأقصى بالرسل والأنبياء، سبح الحصي في كفه بخير الأسماء، وحين ظمأ أصحابه نبع من بين أصابعة الماء، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء، وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء، ما تعاقب الصبح والمساء ومادام فى الكون ظلمة وضياء، وإن من الإيمان بالملائكة هو الإيمان بأنهم من الكثرة بحيث لا يحصيهم إلا خالقهم عز وجل ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الطويل في قصة الإسراء والمعراج قال ثم عرج إلى السماء السابعة. 

 

فإستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ” رواه البخاري ومسلم، فكم يصل عددهم إلى قيام الساعة؟ وفي حديث الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الملائكة الموكلين بجر النار يوم القيامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها” رواه مسلم، فهؤلاء بعضهم وما يعلم جنود ربك إلا هو، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “رأى جبريل في صورته وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدر واليواقيت” 

 

ولا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، وقد أنكر الله على مشركي العرب اعتقادهم بأن الملائكة إناث فقال تعالى كما جاء في سورة الزخرف ” وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون” والملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولذا لما جاؤوا ضيفانا على إبراهيم في صورة بشر وقدم إليهم الطعام لأنه لم يعرفهم، لم يأكلوا منه ومن صفاتهم أن لهم قدرة على التشكل بغير أشكالهم، فكان جبريل عليه السلام يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل يسأل عن أمور الدين كما ورد في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد ، الحديث.

 

وفيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وأشراط الساعة، ثم قال صلى الله عليه وسلم ” هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ” وثبت أن جبريل عليه السلام كان كثيرا ما يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة رجل من الصحابة يسمى “دحية الكلبي” وأن الصحابة رأوه على هذه الصورة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار