المودة والرحمة
بقلم/ د.همت مصطفى
المودة والرحمة هما ركيزتا الأسرة السعيدة والأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية المستقرة والمترابطة. فهما يمثلان الجوهر الحقيقي الذي يقوي روابط الأسرة، ويضمن استمرارها واستقرارها عبر الأجيال.
قال تعالى :-
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
سورة الروم : 21
مفهوم المودة والرحمة
المودة تعني المحبة الصادقة والعطاء المتبادل بين الزوجين، فهي تعكس الاحترام والتقدير والتفاني في إسعاد الطرف الآخر. لا تقتصر المودة على المحبة الرومانسية فقط، بل تشمل كذلك الاهتمام والمساندة والدعم في جميع جوانب الحياة. هي لغة العطاء المتبادل بلا مقابل، والشعور المشترك بالمسؤولية تجاه الأسرة.
أما الرحمة فهي اللين والتسامح والتعامل بلطف واحترام، وهي تجعل العلاقة الأسرية تتجاوز التحديات والخلافات البسيطة. الرحمة تعني تفهّم احتياجات ومشاعر الطرف الآخر، والصبر على ما قد يصدر منه من أخطاء أو هفوات، والتساهل في المواقف الصعبة.
دور المودة والرحمة في تحقيق السعادة الأسرية
الأسرة التي تبنى على أساس المودة والرحمة هي أسرة قادرة على مواجهة جميع الصعوبات التي قد تعترضها. فعندما تسود المحبة والرحمة بين الزوجين، يصبح كل منهما سندًا للآخر، ويمتلكان القدرة على التفاهم وتخطي المشكلات بروح التعاون والتقدير.
تُعدّ المودة والرحمة وسائل فعّالة لتقوية العلاقة بين جميع أفراد الأسرة. إذ يشكل هذا الترابط دعامة أساسية لبناء بيئة آمنة ومريحة ينشأ فيها الأبناء على قيم الاحترام والتسامح، مما يساهم في تنشئة جيل قادر على بناء علاقات اجتماعية صحية ومتوازنة.
أثر المودة والرحمة في المجتمع
الأسرة السعيدة ليست محصورة فقط في حدود جدران المنزل، بل تمتد آثارها الإيجابية لتشمل المجتمع ككل. فالأسر التي تعيش في جو من المودة والرحمة تساهم في خلق مجتمع متماسك، متسامح، وقادر على مواجهة التحديات. كذلك، فإن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة تتسم بالحب والرحمة يكونون أكثر قدرة على نشر هذه القيم في المجتمع.
وأخيرا وليس آخرا ، تعتبر المودة والرحمة ركيزتين أساسيتين لقيام الأسرة السعيدة. ومن خلال ترسيخ هذه القيم في الحياة الأسرية، يمكننا بناء مجتمعات قوية ومستقرة قادرة على تحقيق الازدهار والتقدم. ومن هنا، ينبغي على الأزواج تعزيز هذه القيم في حياتهم اليومية، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في العطاء والتسامح.