المولد النبوي الشريف… إشراقة النور وميلاد الرحمة
✍️ بقلم: فايل المطاعني
حينما يهلّ الثاني عشر من ربيع الأول، تهتز الأرواح شوقًا، وتتنفس القلوب عبيرًا قدسيًا يفوق الوصف، فهو اليوم الذي تجسّد فيه معنى الرحمة، وولد فيه النور الذي بدّد ظلمات الجاهلية، وفتح للإنسانية طريق الهداية. إنّه مولد سيد الكائنات، محمد بن عبد الله ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين.
لقد جاء المولد النبوي حدثًا مفصليًا غيّر مجرى التاريخ، فلم يكن مجرد ميلاد إنسان، بل كان ميلاد رسالة، وولادة أمة، وبداية عهدٍ جديد يزهر فيه العدل، وتعلو فيه القيم، وتُصان فيه الحقوق. أطلّ محمد ﷺ على الدنيا فكان كما وصفه ربه: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}، رحمة للضعفاء والمساكين، رحمة للأمة جمعاء، رحمة للإنسانية كافة.
إنّ التأمل في هذه المناسبة العظيمة يدفعنا لاستحضار المعاني السامية التي غرسها الرسول الكريم في قلوب أصحابه وأمته؛ فمولده لم يكن مجرد حدث تاريخي نحتفي به، بل هو دعوة متجددة لإحياء سنّته، والسير على هديه، واستلهام قيمه في حياتنا المعاصرة. ففي زمن كثرت فيه التحديات واضطربت فيه الموازين، نحن أحوج ما نكون إلى نور محمد ﷺ ليضيء دروبنا، ويقودنا نحو السلام، والعدل، والمحبة.
وما أروع أن يكون الاحتفاء بالمولد النبوي وقفة صادقة مع النفس، نستعيد فيها صفاء الروح، ونطهّر القلوب من الضغائن، ونجدد العهد مع الله على اتباع هدي نبيه، لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس. إنّها مناسبة عطرة تذكّرنا بأن رسالة الإسلام ليست شعارات، وإنما عمل وإخلاص وتضحية.
فاللهم صلِّ وسلم وبارك على الحبيب المصطفى، الذي أضاء الكون بولادته، وأحيا القلوب برسالته، وجعلنا من أمته. ونسأل الله أن يجعل هذا اليوم المبارك نبراسًا لنا جميعًا في دروب الحياة، وأن يعيده على الأمة الإسلامية وهي في أبهى صور العزة والوحدة والنصر.
المولد النبوي الشريف… إشراقة النور وميلاد الرحمة
✍️ بقلم: فايل المطاعني