شريط الاخبار

الهجرة النبوية

جريدة موطني

الهجرة النبوية
بقلمالهجرة النبوية
عبادى عبدالباقى قناوى
الهجرة النبوية:-
أهميتها
١-حدث خالد في التاريخ ،
بها بدأ تاريخ المسلمين.
٢- حدث بارز على مستوى القرآن الكريم،
فبها بدأ التشريع .

٣- حدث غير وجه التاريخ.
٤-فرقت بين مرحلة الضعف ومرحلة القوة.
٥- فرقت بين مرحلة الدعوة ومرحلة الدولة.
٦- بها انطلاقة الإسلام وحكمه للبشرية.
٧-الهجرة فتح من فتوح الله رب العالمين .
أسباب الهجرة النبوية :-
قطعت قريش على الدعوة السبل و ضيقت عليها الخناق؛
ولم يسلم منهم بعد ثلاث عشرة سنة سوا (١٥٠) تقريباً.
بعضهم بقي في مكة وبعضهم هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى .
توجه رسول الله صلى على وسلم
لدعوة القبائل في مواسم الحج ، حتى التقى بنفر من الخزرج جاءوا من يثرب.
فشرح الله صدرهم للإسلام فكانت بيعة العقبة الأولى،
وأسلم (١٢) رجل وعادوا إلى مدينتهم .
بدأ الإسلام ينتشر في يثرب على أيدي أصحاب بيعة العقبة الأولى ، يقودهم
#أول سفير في الإسلام
(((مصعب بن عمير)))
رضي الله عنهم جميعا .
انتشرت دعوة الإسلام في يثرب بشكل واسع ،
وفي موسم الحج التالي خرج وفد مسلم منهم يتكون من (٧٣) رجل وامرأتين،
فكانت بيعة العقبة الثانية التي تعهد بها أهل يثرب المؤمنون بحمل الدعوة و نصرتها .
عم الإسلام يثرب حتى لم يبقى فيها بيت إلا وفيه مسلم عدا يهود ،
فعندها أرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعوه إلى القدوم إليهم .
#أحداث الهجرة النبوية:-
بعد رسالة مصعب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
المؤمنين في مكة بالهجرة إلى يثرب ،
فبدأوا يتسللون وكان أول من هاجر أبو سلمة ،
وتتابع في ذلك المؤمنون مستخفين لكن الوحيد الذي أعلن هجرته كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فطاف على أندية قريش حول الكعبة قائلا :-
«شاهت الوجوه، من أراد أنْ تثكله أمه فليتبعني خلف هذا الوادي».
#استئذان ابو بكر الصديق الرسول للهجرة:-
جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم
، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
«انتظر، لعل الله يجعل لك صاحبا» ولم يصرح بشيء،
تأمل أبو بكر أن يكون رسول الله ذاك الصاحب؛
فجهز راحلتين بكامل زادهما على أحسن ما يكون منتظرا الخبر.
فلما هاجر جميع المؤمنين ولم يبقى إلا
الضعفاء الذين حبسوا، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأهل بيت أبي بكر .
جاء الإذن الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة.
#مؤامرة قريش في دار الندوة:-
أحست قريش بأمر الهجرة وأدركت خطورة اجتماع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأصحابه في يثرب،
فدعا أبو جهل سادة قريش لاجتماع في دار الندوة ،
منع عنه بني هاشم وعبد المطلب وعبد مناف الذين تعهدوا بحماية النبي صلى الله عليه وسلم
لنسبه منهم ،
وبدأت المشاورات فأشار أبو البحتري أن يحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشار آخر أن ينفى، لكن أبا جهل رأى أن يقتل،
ولكن كيف يتخلص من الحماية التي له دون حدوث فتنة وقتال ؟
استقر الرأي على أخذ شاب من كل فخذ من أفخاذ قريش، يجتمعون على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيتفرق دمه بين بطون قرش،
فلا يستطيع بنو عبد المطلب مواجهتهم جميعا ويقبلون الدية،
قال تعالى:-
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنقال:٣٠].
#نوم علي بن ابي طالب في فراش الرسول :-
بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
منشغلا بأمانات قريش التي عنده ، يعلمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليؤديها لأصحابها ،
جاءه شباب قريش لقتله فحاصروا داره منتظرين خروجه، فأمر علي بن ابي طالب أن ينام في فراشه ،
وخرج من بينهم بمعجزة وهم لا يرونه
واضعا على رؤوسهم التراب،
تاليا آيات من سورة يس
{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}.
#خروج الرسول إلى بيت ابي بكر:-
جاء النبي صلى الله عليه وسلم
دار أبا بكر في ساعة لم يكن يأتيه فيها،
فطرق الباب وأمره أن يخرج من عنده في الدار،
فقال أبو بكر:-
« إنما هما ابنتاي: عائشة وأسماء» فأخبره أنه قد أذن له بالهجرة،
فقال أبو بكر:-
«الصحبة يا رسول الله؟»
فقال:-
«الصحبة يا أبا بكر»
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:- «فما رأيت أحدا يبكي من الفرح قبل ذلك اليوم.»

#الرسول صلى الله في غار ثور:-
انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع أبي بكر الصديق في هجرة غيرت مسار التاريخ،
تجلت في هذه الرحلة دروس حسن التخطيط والأخذ بأسباب الحياة الدنيا.
لم يتوجها شمالا نحو المدينة بل انطلقا جنوبا نحو غار ثور .
عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى غنمه؛
ليمحوا آثار ناقتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر .
أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين تأتيهما بالزاد .
عبد الله بن أبي بكر الصديق يأتيهما بأخبار قريش و تحركاتهم .
وفي صباح اليوم التالي
دخل شباب قريش ليقتلوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ففوجئوا بعلي في فراشه فانطلقوا يبحثون عنه فعلموا أنه خرج مع أبي بكر.
ثارت ثائرة قريش فأرسلت رجالها في كل اتجاه باحثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأعلنوا جائزة من مئة بعير لم يأتيهم به حيّا أو ميتا.
استأجرت قريش من يتقفى الأثر ووصلوا إلى باب الغار.
فقال أبو بكر:-
«يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا »
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما)،
قال تعالى:-
{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}،
إن الله معنا رسالة لكل المظلومين أنْ يكونوا مع الله سبحانه وتعالى فإن فعلوا فلا حزن .
بقي رسول الله وأبو بكر في الغار ثلاثة أيام،
حتى هدأ طلبهم من قريش التي سكنت إلى فواتهم منها،
فجاء
#عبد الله بن أريقط :-
الذي استأجره أبي بكر ليرشدهما فانطلقوا في طريق غير معتاد نحو المدينة .
#سراقة بن مالك:-
في هجرة الرسول
مرّ رسول الله وأبو بكر وعبد الله في طريقهم بقبيلة
جشعم، فرآهم أحد رجالها فذهب لأحد مجالسها وذكر ما رأى وذكر جائزة قريش،
كان سراقة بن مالك جالسا فأدرك صدق الأمر،
فأراد أن يستأثر بالجائزة لنفسه فأخبر القوم أن من رآهم الرجل رجال يعرفهم ذهبوا يبتغوا بعيرا لهم، ثم مكث سراقة بين القوم يحدثهم قليلا ثم استأذن وخرج بفرسه متخفيا .
انطلق سراقة حتى صار على مقربة رمح من النبي صلى الله عليه وسلم
وصاحبه؛
فغاصت قدمي فرسه في الرمال وسقط عنها،
فغضب وهو الفارس الذي لم يسقط قط،
ثم ركبها وانطلق من جديد حتى إذا اقترب غاصت وسقط ،
فعندها ظن أنه ممنوع
تحميه الجن حسب اعتقادهم فطلب الأمان ،
فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم
كتابا بالأمان مقابل ألا يخبر أحدا، الأمان هذا نجى سراقة بعد عشرة أعوام لما أُسر في حصار الطائف، فأخبر المسلمين أن يأخذوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فمعه كتاب أمان منه،
فلما جاءه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
«اليوم يوم بر ووفاء»
فأطلقه.
وفي الهجرة: لما هم سراقة بالانصراف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ناداه فقال:-
«كيف أنت يا سراقة وفي يديك سواري كسرى؟!»،
أصابه العجب
فقال:-
كسرى أنو شروان؟!
قال:-
«نعم»،
فسكت سراقة مذهولا يحدث نفسه
رجل مطارد من قومه يعده بكنز من كنوز واحد من أعظم ملوك ذلك الزمان ، وفعلا في زمن الفاروق فتحت بلاد فارس وجيء للمدينة بكنوز كسرى ،
فألبس الفاروق سراقة سواري كسرى وطلب منه أن يخبر الناس بما كان من أمره .
#أم معبد :-
تابع ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم
طريقه، ومر بخيمة أعرابية تدعى
“أم معبد”
تعيش مع زوجها في الصحراء،
خلد التاريخ ذكرها؛
لأنه مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولأنها كانت أدق من وصف شكله
صلى الله عليه وسلم
فلما بلغها كان قد نفذ زادهم فسأل الطعام فقالت :-
(لو كان عندي طعام لما احتجتم السؤال) .
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بطرف خيمتها شاة هزيلة فاستأذن أم معبد أن يحلبها،
فأخبرته أنها أضعف من ذلك وليس بها من شيء،
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بضرعها وذكر الله؛
ففاض حتى شرب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وصاحبيه وشربت وترك لها الإناء مليء،
ومضى وهي في قمة التعجب مما رأت .
#وصف أم معبد للنبي صلى الله عليه وسلم
لما عاد أبو معبد ورأى الحليب سألها فقالت:-
مر بي رجل مبارك،
فطلب منها أن تصفه لها،
فقالت:-
ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه
-واسع أبيض جميل-،
حسن الخلق ، لم تعبه فجلة -ما عنده كرش-،
ولم تزر به صعلة
-ليس نحيفا صغير الرأس-،
وسيم قسيم، في عينيه دعج -شديدة السواد والبياض-،
وفي أشفاره وطف -رموشه طويلة-، وفي صوته صحل -حدة-،
وفي عنقه سطع
-طول ونور -، أحور -واسع العينين-، أكحل، أزج أقرن -حاجباه مقوسان طويلان دقيقان فيهما اتصال-،
شديد سواد الشعر .
إذا صمت علاه الوقار،
وإن تكلم علاه البهاء،
أجل الناس و أبهاهم من بعيد ، وأحسنه وأحلاه من قريب ، حلو المنطق
(فصل، لا نزر، ولا هذر)،
كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن،
ربعة
لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، وله رفقاء يحفون به،
إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند.
#وصول الرسول للمدينة :-
أخذت رحلة الهجرة قرابة أربعة أيام، كان أهل المدينة خلالها يخرجون صباحا ينتظرون قدومه حتى تعلوهم الشمس فيرجعون، هذه التحركات هيأت شعور من في المدينة جميعا أن القادم سيكون له أمر الحكم فيها، وفي يوم الإثنين (١٢) من ربيع الأول وصل رسول الله المدينة فنورت به صلى الله عليه وسلم.

وصل صلى الله عليه وسلم
بعد الظهر وأهل المدينة قد رجعوا إلا رجل من اليهود رآه فصاح بهم
(يا بني قيلة، هذا جدكم قد جاء)، فجاؤوا إليه مسرعين ينشدون
#طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع.
هيا بنا جميعا مع بداية العام الهجري الجديد
نهاجر من بيئة الفساد إلى بيئة الإيمان.
والله المستعان 

الهجرة النبوية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار