ادب وثقافة

الواقعية في نص ( الحقيقة ) ..

جريدة موطني

الواقعية في نص ( الحقيقة ) .. للشاعرة الدكتورة : آمال صالح
=====≈==========================
قراءة تحليلية للأديب / فاروق الحضري
=========
( النص )
الحقيقة…
=======
بقلم د. آمال صالح
=======

عندما كنت أخبر الغيوم
عن حلمي…
كانت ما تلبث أن تتخلى
عن لون الحداد
في الشفق المتقاصر…
تتنحى لتتركني أعتنق
الضوء الوليد…
أرى أخيرا تراقص ابتسامة
تتصدر الكون…
وتحملني الحقيقة معلنة
انتهاء الحلم…
إنها إضاءة بلون الوعد…
لقد خبأتك يا وعد
ما بين الضلوع…
والآن تبهر الكون
بدموع تسقط خجلى
على بقايا غبار في الذاكرة…
لقد خبأتك يا وعد…
حتى أزهرت في القلب
أيام تعلن عمرا من الحقيقة…
انتهى الألم بكلمة غابت
ثم عادت من أعماق
الوجد تدلي بكل
الهزيمة…
وتفتح الباب الموارب…
لتفتح إرهاصات
من إبداع العزيمة…
من كل خذلان…
أصنع منه وهجا لقصيدة…
وحبا لحرف مصمم
أنه سيقف يوما
في مجد الكتب التليدة..

( القراءة التحليلة )

.الكلمة مفتاح القلب ، تكلم حتى أعرفك ، والإنسان منا يولد بصحبة حلم و يكبر ، ويكبر معه حلمه وكلما يحقق حلما يتجدد حلم آخر ، و للشاعرة حلم تشعر أنه قريب لذا يشاركها الكون قرب الوصول إليه ويتزين بمعالم الجمال والشمس تسرف في الأنوار و الغيوم تغير من طبيعتها وتضحك وتزيح عنها رداء الحزن ، و الشاعرة / آمال صالح واقعية في هذه القصيدة فقد اختارت عنوان هذا العمل الإبداعي “الحقيقة ” لتحملك لتكمل معها نهاية الرحلة و تتمتع بعبير الورد ونسيم الأزهار تلك الرحلة التي يجب ألا تنتهي إلا مع آخر كلمة في القصيدة
الحقيقة…

عندما كنت أخبر الغيوم
عن حلمي…
كانت ما تلبث أن تتخلى
عن لون الحداد
في الشفق المتقاصر…
تتنحى لتتركني أعتنق
الضوء الوليد…
أرى أخيرا تراقص ابتسامة
تتصدر الكون…

والإنسان الحالم بطبعه يعيش سعيدا بحلمه الوردي متفائلا ويأبى غير ذلك و ينظر إلى دنياه من الجانب الأبيض و يرى الأكاليل فوق الزهور ولا ينتظر السواد والأشواك

وتحملني الحقيقة معلنة
انتهاء الحلم…
إنها إضاءة بلون الوعد…
لقد خبأتك يا وعد
ما بين الضلوع…

فقد تشعر أن الكون يبادلك السعادة ويعدك أن يشاركك تحقيق أهدافك وننتظر الوعد الذي قد يذهب سدى والمفاجأة أننا نصحو وتظهر الحقيقة واضحة

والآن تبهر الكون
بدموع تسقط خجلى
على بقايا غبار في الذاكرة…
لقد خبأتك يا وعد…
حتى أزهرت في القلب
أيام تعلن عمرا من الحقيقة…
انتهى الألم بكلمة غابت
ثم عادت من أعماق
الوجد تدلي بكل
الهزيمة…

والإنسان الذي يسعي لتحقيق الأحلام عليه أن يرضى بالواقع ويكفيه شرف المحاولة و يصبح ما كان يصبو إليه – ولم يتحقق – ذكرى قد تصحبه باقي حياته مسجلة كتاريخ في كتاب مسطور وهذا هو الواقع

وتفتح الباب الموارب…
لتفتح إرهاصات
من إبداع العزيمة…
من كل خذلان…
أصنع منه وهجا لقصيدة…
وحبا لحرف مصمم
أنه سيقف يوما
في مجد الكتب التليدة…

الشاعرة آمال صالح متمكنة من أدواتها لذلك كتبت ابداعها بكل ثقة وتعايشت مع القصيدة بكل صدق فانتجت إبداعها المتميز ، و أصبح كأن حلمها تحقق والشاعر الجيد هو الذي يركز في كتابة النص ويعطيه قدرا كافيا من وقته وهذا ما فعلته الأديبة ، حيث أخذتنا معها إلى مشهد رائع و صورة كلية مكتملة العناصر صوتا وضوءا و حركة من هذه الصور ” الضوء الوليد “،” تراقص ابتسامة تتصدر الكون ” ، ” أصنع منه وهجا ‘ ورسمت لوحة فنية بفكر واضحة وألفاظ لا غرابة فيها ولا تعقيد .. وهذا الإبداع كلما تقرأه يأتيك بجديد و يأخذك إلي عالم آخر بمتعة أكثر ، و فهم أعمق ، والقصيده اتضح فيها البناء العضوي وتوفر عنصر التكثيف وعنصر المفاجأة .
===============
الأديب / فاروق الحضري ..شاعر وكاتب وناقد من جمهورية مصر العربية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار