الرئيسيةاخبارالوجع النبيل
اخبارمقالات

الوجع النبيل

الوجع النبيل

الوجع النبيلالوجع النبيل
بقلم الكاتبة : سلوى عبد الكريم

ليس كل وجع شخصي هناك وجع قد يكون أعمق فى مشاعر الحزن والألم وجع من شدة آلامه تحول
إلى بصيرة بصيرة ترى وتسمع وتشعر بها

بصيرة تجعلك تحزن لسلب الإرادة والتحكم والسيطرة والطمع والجشع وغياب الضمير الذي يجعل صاحبه
مسلوب الإرادة منساق وراء شهواته ورغباته شهوة المال ورغبة السلطة مهما كانت التضحيات والتنازلات وأن تنازل عن ذاته وضح بهويته وإنسانيته

بصيرة تجعلك تحزن لتحكم وسيطرة الطمع والجشع في النفس البشرية لجمع المال مهما كان نوعه و مصدره
يُعمي صاحبه ويجعله لا يمهل التفكير في كونه حلال أم حرام بل حرمته لم تحرك فيه ساكن فيستحل الحرام ويتلذذ به

بصيرة تجعلك تحزن لعدم المقاومة والنطق ب “لا “
فليست كل “لا” تمرداً أو خطيئة تستحق الرجم
ربما تكون بداية جديدة وحقيقية لفهم أعمق لهويتك
هي كلمة يجب أن يعاد لها الإعتبار

“لا” وسط ضجيج الطاعة الفاسدة “هى الأمثل”
“لا” للحب المرهون بالإمتثال “هى الأوجب”
“لا” للصمت والخذلان الذى يعقب الرفض وكأن الرفض خطيئه يجب التكفير عنها “هى الأولى”
“لا” للعقاب الذي يأتي بعد الإمتناع عن شيء لم تريده “هى الأصح”
“لا” للتجاهل لعدم التزامك بما يفرضه عليك الأخر
“هى الأوقع”
“لا” للقبول الذى يأتي بعد التنازل “هى الأسلم”
“لا” لإقصاء ذاتك حتى تحتفظ بالأخر “هى الأقوى”
“لا” لخوف الفقد لمن يسهل عليه فقدك “هى الأمان”
“لا” لإسكات وكتم ” لا ” فلو اننا بحثنا وناقشنا كل “لا ” لأصبح كل واحد منا جسرا يعبُر به مئات العقبات
بدلا أن يكون سداً أمام التقبل والمرونة كثيرا منا تربى فقط على القبول الدائم لما يريد الأخر
آن الأوان نربي أنفسنا من جديد على قبول الرفض كونه حالة صحية لا لكونه خيانه عظمة

وقفت طويلا أمام كل ” لا ” فى نص الكلمات لا لأفندها بل لأتأمل عمقها وصدقها وجمالها برغم ما بها من الوجع النافذ منها
وما بها من ومضة أمل فأقرأ الكلمات وكأنها صور بيانية توضح المعنى وتزيده جمالا في التصوير

فمن تجرع الألم قادرا أن يحول مشاعره إلى أحرفٍ تنزف وتأن ومن يحيا بالأمل قادر أن يحول الظلام نور يضيء به الدروب

حب ذاتك وأبحث عنها وعيش كريم لأن الشعور بالكرامة من أعظم النعم فلا يساومك أحد على كرمتك بدافع الحب فالحب الحقيقي لا يُساوم على الكرامة
الحب الحقيقي هو أن يطلق سراحك تتنفس الحرية والإختيار لا أن يشعرك بأن فعلك جريمة تستحق المقاطعة
الحب والأمان أن أشعر معك بالحرية المطلقة و الحرية تبدأ من احترام الرفض..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *