الوحده كبنيان مغلق في حضور الآخرين
الوحده كبنيان مغلق في حضور الآخرين
محمود سعيدبرغش
الوحده كبنيان مغلق في حضور الآخرين
الوحدة.. غربة الروح في حضرة الآخرين الوحدة ليست مجرد غياب للأشخاص من حولنا، بل هي شعور داخلي عميق يعكس افتقادنا للاتصال الحقيقي مع من يحيطون بنا. قد نجد أنفسنا وسط الزحام، محاطين بوجوه مألوفة، لكننا نشعر بأننا غرباء عنهم، وكأن لغة القلوب لم تعد مفهومة.
أحيانًا تأتي الوحدة مغلفة بأسوار يبنيها الآخرون، بحكمهم علينا أو تجاهلهم لمشاعرنا. وأحيانًا، نبني نحن تلك الأسوار حمايةً لأنفسنا من ألم التجاهل أو الخيانة. لكن في كلتا الحالتين، تبقى الوحدة صدىً يردد تساؤلاتنا الداخلية: “هل يفهمني أحد؟ هل أجد من يشعر بي؟”
الوحدة بين الجموع
هناك وحدة تختلف عن العزلة؛ فهي ليست انفرادًا بالجسد، بل اغترابًا بالروح. حين تجلس وسط أصدقائك أو أفراد عائلتك، وتشعر بأنهم لا يدركون حقيقة ما تمر به، تصبح الوحدة هنا أشد وقعًا. إنها أشبه بالغربة في وطنك، حيث الجميع يتحدث نفس اللغة، لكنك تشعر أنك لا تنتمي.
أسوار الوحدة
في بعض الأحيان، تكون الوحدة نتيجة أسوار نفسية بناها الآخرون حولنا. قد تُفرض هذه الأسوار نتيجة أحكام مسبقة أو مشاعر غير متبادلة، تجعلنا نقف خارج دوائر القرب. ومع مرور الوقت، قد نبدأ ببناء أسوارنا الخاصة كوسيلة لحماية أنفسنا من ألم الرفض أو التهميش.
كيف نتغلب على الوحدة؟
التواصل الحقيقي: ابحث عن أشخاص يستطيعون فهمك، ليس بالضرورة أن يكونوا كُثُر، بل يكفي أن تجد شخصًا واحدًا تستطيع أن تكون معه على طبيعتك.
التعبير عن مشاعرك: لا تخف من مشاركة ما تشعر به. أحيانًا قد يفاجئك الآخرون برغبتهم في الاقتراب وفهمك.
كسر الأسوار: لا تجعل الخوف من الرفض يقيدك، امنح الآخرين فرصة للتقرب منك، وامنح نفسك فرصة للانفتاح.
البحث عن ذاتك: الوحدة فرصة أيضًا للتعرف على نفسك بشكل أعمق، لفهم ما تحتاجه حقًا وما تبحث عنه في الآخرين.
الخاتمة
الوحدة شعور إنساني طبيعي يمر به الجميع في مراحل مختلفة من حياتهم، لكنها لا يجب أن تكون نهاية الطريق. عندما نفهم أسبابها، ونسعى للتغلب عليها، قد نكتشف أن الغربة الحقيقية ليست في بعدنا عن الآخرين، بل في بعدنا عن ذواتنا.