ادب وثقافة

انواع الزمن 

انواع الزمن 

 

د.عبدالواحد الجاسم

انواع الزمن 

انواع الزمن

 الزمن الطبيعي 

 

الذي نمارس فيه اعمالنا اليوميه مثلا اوقات الصلاة او تناول الطعام باوقات محدده او النوم في الوقت المحدد ….الخ وهذه جميعها تعتمد مواقيت في ساعات محدده .

 

*

الزمن النفسي 

 

    الزمن النفسي هو الزمن الوهمي الذي بسببه نحزن او نشتاق الى الماضي ونخاف من المستقبل .

 

 تسعى الذات المزيفة إلى إلصاق نفسها دائمًا بالأفكار المَرَضية والاحتياجات المسببة لمعاناة الإنسان وألمه ، ومع اعتياد الإنسان استخدام منطق الذات المزيفة يبدأ في الاقتناع بأن الألم والمعاناة يشكلان هويته ، وهو بالطبع معتقد مغلوط وهوية مزيفة ابتعدت عن حقيقة الذات النقية الحرة للإنسان .

وارتباط الإنسان بالزمن النفسي ،و القلق بشأن المستقبل والندم عما حدث أو ما كان يجب أن يحدث في الماضي .

 

بعض الناس يتصورون ان التفكير بالماضي او المستقبل ضروري جدا ، ولكن هذا التصور غير صحيح .

 المهم الوقت الحاضر وما عدا ذلك وهم ، فالحياة كلها هي اللحظة الحالية، فهي وحدها ما يمكنها تحرير الإنسان من سيطرة عقله ، فضلا عن أنه لا يوجد “فعل” خارج اللحظة الحالية ، فهل صادفت يوما ما شيئا يحدث في المستقبل أو يحدث في الماضي ، بالطبع لا ؛ فالحقيقة هي أن أي فعل يحدث “الآن” ، لذا فاللحظة الحالية هي كل ما نملكه في حياتنا .

 

ما يدفعنا بعيدًا عن اللحظة الحالية هي الذات المزيفة ؛ لأنها لا تجد لنفسها وجودا وتعريفا وكيانا إلا في الماضي والمستقبل ، وتشعر الذات المزيفة بأن اللحظة الحالية تعتبر أكبر تهديد لوجودها ، لذا فإن الوعي( بالذات الحقيقية أو الروح) هو ما يعيدنا مرة أخرى للحضور في اللحظة الحالية ، لأن الروح خالدة لا تعترف بالوقت او الزمن النفسي .

 

*

كيفية حضور الذات الحقيقية 

 

لتحقيق حضور الذات الحقيقية ينبغي وضع الذات الحقيقية في موقف المراقب على الجسد وما يعتريه من مشاعر ، وعلى العقل وما يدور به من أفكار .

 

لابد من التمييز بين الزمن الطبيعي والزمن النفسي ، فالزمن الطبيعي المحسوب بالساعات والدقائق لا يمكن إغفاله ، لأنه يحدد بداية ونهاية أنشطتنا ، لكننا هنا نتحدث عن أهمية تجنب الدخول في دوامة الزمن النفسي ، الذي معناه كما ذكرنا سابقًا ، الانشغال والقلق بما سيحدث في المستقبل وما حدث في الماضي ، وهذا لا يعني ألا نخطط للمستقبل ، بل يمكنك وضع الخطط كما تشاء ؛ لكن انتبه إلى أن فعل التخطيط ذاته يحدث في اللحظة الحالية ، فلا تسمح لعقلك بأن تأخذه الأحلام بعيدا عن “الآن .

 

الغرق في دوامة الزمن النفسي يخلق مشاعر سلبية ومعاناة للانسان ، فالانشغال بالمستقبل والماضي تقابلة ردة فعل من قبل الجسد تظهر في أشكال متعددة ، مثل عدم الارتياح والغضب والتوتر والقلق والمزاج السيئ .

 

لايمكن اجتماع شعور الإنسان بالتعاسة والوعي باللحظة الحالية في وقت واحد ، يعني مستحيل تكون واعي وحاضر ومنتبه للحظة الحالية وبنفس الوقت تعيس وحزين 

 المعاناة والتعاسة تاتي دائما بسبب الانشغال بهموم الماضي أو المستقبل .

 

*

لغرض الوصول إلى السعادة التي يحققها الاتصال بالروح أو الذات الحقيقية ، اسأل نفسك هذا السؤال (هل ما تفعله الآن يشعرك بالارتياح والسعادة ؟) ، إن كانت الإجابة بالنفي فهذا لأنك تقاوم اللحظة الحالية ، فليس دائما يكون المطلوب منك تغيير ما تفعله ، ربما يكون كل ما تحتاجه أن تعطي أهمية أكثر لما تفعله أن توجّه انتباهك وانشغالك بالفعل وليس بالنتيجة التي تنتظرها ، ستشعر وقتها بمتعة ما تفعله لأنه لا يمكنك أن تعطي كل انتباهك لشيء ما وفي نفس الوقت تقاومه وترفضه .

 

*

امثله على ذلك 

 

لا تنتظر نهاية دوام عملك ، لا تنتظر نهاية الدراسة ، لا تنتظر حصولك على وظيفة ، لاتنتظر العطلة الأسبوعية ، لا تنتظر شخص يعيد إليك البسمة والاطمئنان ، بل اشغل نفسك في “اللحظة الحالية” بصب اهتمامك وانتباهك بالكامل على ما تفعله الان ، افعل كل ما يوصلك إلى أهدافك فلا مانع مطلقا من السعي نحو أهداف مستقبلية، لكن اسع لها بفعلك “الآن” وليس بذلك الانتظار المقاوم والرافض للواقع .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار