المقالات

باب تعظيم الحبيب المصطفي 

باب تعظيم الحبيب المصطفي 

باب تعظيم الحبيب المصطفي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

باب تعظيم الحبيب المصطفي

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد مما لا يختلف عليه أهل الإسلام، أنه لا يتم دين المرء إلا بإجلال النبي صلى الله عليه وسلم، والإنقياد له وحبه، فيقول رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الشيخان ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين” كما لا خلاف بين المسلمين في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، ووجوب حبه، ولكن الخلاف يكون في بعض الطرق، وبعض المظاهر التي يزعم فاعلها أنه من باب تعظيم الحبيب صلى الله عليه وسلم وحبه وواجبه على الأمة.

 

ومن تلك التطرق والوسائل، هو الإحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، فهل هذه الطريقة طريقة شرعية أو على الأقل بدعة حسنة ؟ أم هي بدعة في الدين، وضلال عن سنة سيد المرسلين ؟ وإن الاتباع الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا باطراح الهوى وتربية النفس على لزوم السنة، واتباعها والرجوع إلى الحق، وإخلاص القصد، وصلاح النية، وصدق الإخلاص، والتجرد لله رب العالمين، ولابد لكل من يتكلم في هذا الأمر، سواء في كتاب أو مقال، أو خطبة، أو حتى كلمة، أن ستحضر هذا الأصل، وإن المتأمل لكثير ممن يتكلم في هذا الأمر يجد أن الغالب عليه التقليد، وعدم تحرير المسألة، والبعد عن السنة، فيكفك من أجل أن تعرف هذا، أن تلقي بنظرة على ملايين المحتفلين بالمولد. 

 

فيظهر لك الجهل، وعدم التجرد في إتباع السنة، والله المستعان، وهذا هو الظاهر، وأما السرائر فالله يتولى الجميع المانع والمجيز، والمقصود هنا أنه لابد إستحضار المحبة الصادقة، والتي تفضي بالعبد إلى أصل الطاعة والتسليم الذي دل عليه قول الحق تبارك وتعالى ” فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرج مما قضيت ويسلموا تسليما” فلا بد أن يعلم المسلم أن أعدى أعدائه إليه هو نفسه التي بين جنبيه، وأنها بطبعها ميالة إلى الشر، فرّارة من الخير ، أمّارة بالسوء كما قال تعالى ” وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء” تحب الدعة والخلود إلى الراحة وترغب في البطالة وتنجرف مع الهوى، تستهويها الشهوات العاجلة وإن كان فيها حتفها وشقاءها. 

 

فإذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه، فأعلن عليها الحرب وشهر ضدها السلاح وصمم على مكافحة رعوناتها ومناجزة شهواتها، فإذا أحبت الراحة أتعبها وإذا رغبت في الشهوة حرمها، وإذا قصرت في طاعة أو خير عاقبها ولامها، ثم ألزمها بفعل ما قصرت فيه، وبقضاء ما فوتته أو تركته، يأخذها بهذا التأديب حتى تطمئن وتطهر وتطيب وتلك غاية المجاهدة للنفس كما قال الله تعالى في سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” والمسلم إذ يجاهد نفسه في ذات الله لتطيب وتطهر وتزكو وتطمئن وتصبح أهلا لكرامة الله تعالى ورضاه يعلم أن هذا هو درب الصالحين وسبيل المؤمنين الصادقين، فيسلكه مقتديا بهم ويسير معه مقتفيا آثارهم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار