ادب وثقافة

بالحق أقول

جريدة موطني

بالحق أقول

بقلم الكاتب/محمد خفاجي

الكل يضحي من أجل الكل و الكل يفتدي الكل و الكل يؤثر على ذاته من الكل و الكل صبور على الكل حيث جرت العادة على التضحية و الفداء و الإيثار و الصبر و هي سمات تلوكها الألسنة و يستظل برايتها جمع خفير من البشر باختلاف أجناسهم و ألوانهم و معتقداتهم و أنواعهم و طبائعهم و عاداتهم و مواقعهم

على سبيل المثال : المرأة المخدوعة مع مَن تم خداعها أليس مع امرأة أخرى و الرجل المغدور على يد مَن تم غدره أليس من رجل آخر ، المواطن المُعاني ممن يُعاني أليس بفعل مواطن آخر ، الجار المؤذي هل تحسبونه في قرارة نفسه يرى إيذائه ، المدرس أو الطبيب أو المهندس أو المزارع أو البحار أو النجار أو كيفما يكون المِهنيُّ بمهنته إن قصَّر في عمله المنوط به أليس بسبب مَن تم التقصير بحقهم سلفاً و تركوه يكمل مهماته المكذوبة أو المنقوصة و لا تنتهي الامثلة

العالم يزداد عدداً و عدةً و عتاداً بل و عِنادا ، العالم على شفا حفرة من خطوة من سقوط مُدوِّي بسبب اكتظاظه بالمغلوبين و المقهورين و المغدورين و المخدوعين و الصابرين و الداعين و المُحتسبين و تلك مزحة سوداء لا محل لها من الحقيقة و لا مجال لها في خطوط المسير فالعالم مستمر و وحدك تراك مغلوب على أمرك و العالم يتقدم و وحدك تراك المقهور و المغبون و المكلوم و العالم إلى مستقبله المحتوم و وحدك تراك قابع بين أناتك و آهاتك و صراخاتك التي و إن عَلت أصواتها لن تخترق محيطك لتتجه مُنطلقة صوب خارجه

عليك أن تخرج من قوقعة الغلبة و القهر و الوحشة و الوحشية و الإنهزامية و المدى القصير و الأنفاس،الأقصر و الرؤية الضبابية قبل أن يستهلكك الشعور و تنتابك غفوة من سُبات لا حياة لك بعدها أبدا ، إستفق و انهض قم و قاوم إصرخ مُجهِزاً و مُجَهَّزا على أعدائك الواضحين المعلومين المنظورين كالشمس في كبد السماء ، تخلص من غرائزك من أحزانك من عثراتك من شكواك  و بلواك من أرضك العقيمة و من سباتك العميق نحو سماء مفتوحة و فضاء فسيح و اللامنتهى له من بعثات النظر ، إرسل خواطرك أكتب تاريخك سطِّر مساعيك و ضع نفسك بين أفراد العالم الناجحين المتفوقين كلٌّ فيما يُدركه عقله و يُتقنه فعله و تؤيده نظريات الفلاح

فتش في خانات البحث عن مشاهير العالم من لدن آدم و حتى يومنا هذا ستجد الضرير و البصير العالم و الجاهل الفقير و الغني المعسور و الميسور المواطن و المغترب المبتور و الأصمّ و الأبكم و الأعمى ستندهش بالأسماء كيف لهؤلاء أن يكونوا مضرب الأمثال و تتوارث ذكراهم الأجيال و الأجيال و يتعاقب على علمهم في شتى الأمور كل راعٍ و رعية و كل طامح و حالم و مقتفي الأثر النافع و من يدري قد ينقلب بؤسك إلى بأسك و ألمك إلى أملك و نقمتك إلى نعمتك و تعاستك إلى سعادتك ، كن ذاتك ثم انطلق .

محمد خفاجي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار