بحيرة البهنسا دعاية الطبيعة لمدينة التاريخ
بقلم / ادهم حجاج
جريدة موطني
كل إنسان ينظر إلى هذه البحيرة من زاويته الخاصة لكنني أراها أكبر وأذكى حملة د عاية شهدتها أرض البهنسا عبر العصور
في لحظة واحدة فعلت الطبيعة ما لم تستطع فعله مئات المؤتمرات ولا آلاف المنشورات ولا سنوات طويلة من الكلام عن السياحة والآثار
ظهرت البحيرة فجأة في قلب الصحراء فأصبحت حديث الناس في القرى والمدن وفتحت الأبواب أمام العالم ليسأل عن البهنسا وأين تقع وما سرها
البهنسا ليست مجرد اسم على خريطة إنها مدينة تحمل بين طياتها آثارًا فرعونية ورومانية وإسلامية وهي أرض الشهداء والأولياء التي عُرفت ببقيع مصر
ومهما حاولنا أن نكتب أو نصور أو نعلن ما كنا لنصل إلى هذه القوة في الترويج التي منحتها الطبيعة في مشهد واحد بسيط لكنه عظيم في أثره
هذه البحيرة رسالة من الأرض تقول إن البهنسا ليست مجرد تاريخ منقوش على جدران أو مقابر أثرية قديمة
إنها أرض قادرة على أن تجدد نفسها وتعيد لفت الأنظار إليها جيلًا بعد جيل
واليوم بفضل هذه الظاهرة الطبيعية صارت البهنسا حديث الإعلام ووسائل التواصل ومقصد الزوار الذين جاءوا ليروا البحيرة فيكتشفوا معها آثار المدينة وحكاياتها التي لا تنتهي
إنها ليست مجرد مياه جوفية تسربت إلى سطح الرمال
إنها نافذة جديدة على التاريخ
إنها بطاقة تعريف حديثة كتبتها الطبيعة بمداد من الماء
لتقول للعالم كله هنا البهنسا هنا التاريخ هنا الحضارة
🔻 أما عن من يصفونها بالبحيرة الملعونة
فأقول لهم بالعقل والمنطق: لو أن إنسانًا لا يعرف العوم نزل إلى نهر النيل وغرق، هل نصف النيل بأنه ملعون؟
العيب ليس في النيل، والعيب ليس في البحيرة… العيب فينا نحن الذين لا نُحسن التعامل مع النعمة.
هذه البحيرة ليست لعنة كما يردد البعض بل هي ساحرة الجمال، مرآة تعكس عظمة الطبيعة وروعة الخالق.
لقد رأيت الكثير من النقد والكلام البعيد تمامًا عن الحقيقة وكأن الكل فجأة صار خبيرًا في علوم الأرض!
وأنا أقولها واضحة وصريحة: هذه ليست بحيرة ملعونة، بل هي أعظم هدية من الله للبهنسا
هدية تُعيدها إلى الصدارة وتضعها في قلب العالم من جديد 🌍
بقلم / أدهم حجاج البهنساوي
بحيرة البهنسا دعاية الطبيعة لمدينة التاريخ