منصور نظام الدين : جدة:-
المستشار الإعلامي لجريدة موطني الدولية
كشف إستشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمجمع صحة المرأة بجدة، الدكتور نبيل محمد براشا: أن ما يتداول بين الناس حول إمكانية معرفة جنس المولود من خلال شكل بطن الحامل أو وضعه لا يستند إلى أي أساس علمي
مبينا :أن هذه الفكرة من المعتقدات الشعبية القديمة التي ما زالت منتشرة في معظم المجتمعات العربية.
وأوضح : أن بعض السيدات يعتقدن أن بروز البطن للأمام أو ارتفاعه للأعلى يعني أن الجنين أنثى، بينما يظن آخرون أن انخفاض البطن أو اتساعه من الجانبين يدل على أن المولود ذكر، وهذه التفسيرات لا تمت للحقيقة بصلة، لأن شكل البطن يتأثر بعوامل فيزيولوجية متعددة منها : عدد مرات الحمل السابقة، فكل حمل لاحق يجعل عضلات البطن أكثر تمددًا ، ووضعية الجنين داخل الرحم، إذ يمكن أن يغير موضع الرأس أو الأطراف من شكل البطن ، وقوة عضلات جدار البطن وطبيعة جسم الأم ووزنها ، وإضافة إلى كمية السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين ، فجميع هذه العوامل لا علاقة لها بجنس الجنين مطلقًا، وأن الاعتقاد بخلاف ذلك يندرج ضمن الخرافات المتوارثة التي لا تستند لأي دليل علمي.
وبيّن د.براشا أن تحديد جنس المولود قبل الحمل أو خلاله يتم أحيانًا باستخدام تقنيات الإخصاب المساعد مثل أطفال الأنابيب، حيث يمكن فحص الأجنة وتحديد جنسها قبل إرجاعها إلى رحم الأم، مؤكدًا أن هذه الإجراءات قد تُستخدم عند الرغبة الشخصية أو التفضيل لجنس معين للحصول على توازن في عدد الاطفال الذكور او الاناث لدى الاسرة، و لكن الاغلب و الاكثر شيوعا لأسباب طبية بحتة، خاصة في الأسر التي لديها تاريخ مرضي وراثي يصيب أحد الجنسين دون الآخر، كما أن الجهات الصحية والهيئات الأخلاقية في العديد من الدول تضع ضوابط صارمة لاستخدام هذه التقنيات لمنع إساءة استغلالها.
وحول الجداول والمعتقدات المنتشرة لتحديد جنس الجنين مثل “الجدول الصيني” أو “توقيت العلاقة الزوجية” أو
“نوعية الطعام”
أوضح د.براشا : أن كل هذه الوسائل لا تستند إلى أي أساس علمي، ولم تثبت فعاليتها في أي دراسة موثوقة، ونسبة صحتها لا تتجاوز الاحتمال العشوائي (50%)، أي أنها لا تختلف عن التخمين ، وكثيرًا من هذه المعتقدات تهدف إلى إثارة الفضول أو تحقيق مكاسب تجارية من خلال بيع منتجات أو خدمات غير مضمونة.
وفي ختام تصريحه، دعا د.براشا السيدات الحوامل إلى عدم الانشغال المفرط بتوقع جنس الجنين أو تصديق الشائعات المنتشرة، مؤكدًا أن الأهم هو متابعة الحمل بانتظام والحفاظ على التغذية السليمة والراحة النفسية، فصحة الأم والجنين تأتي في المقام الأول ، والرضا بما يقدره الله هو أجمل ما يمكن أن تشعر به الأم، وأن كل مولود هو نعمة من الخالق تستحق الشكر والاحتفاء، سواء كان ذكرًا أو أنثى.