برق بلا سحاب
د.عبدالواحد الجاسم
رجوت سحاب موطنها يزور بلادي
رفض البرق دعوتي بقوة وعناد
بدل غيث مفيد أرسل صواعق
جعلت أجفاني في أرق وسهاد
تحول فيها الدمع الى قهوة لونها
يشبه آثار ضربة من رجل سادِ
تنوح بقربي حمامات حنت للوعتي
وجدارن نضحت دمعا وهي جماد
كان حول مسكني ملعب للشهب
تتقاطر بلا إنقطاع كألخيل في طراد
وليل كئيب كما غراب مد جناحه
يسأل الحظ إكتفيت أو تطلب مداد
حتى وميض البرق تغير لونه
صار فحما مشتعلا والغمام زناد
سار بي الخيال بلا مسرى يوصلني
وإن غفوت كوابيس البرق تعاد
ماأنا إلا إنسان له أحاسيس لماذا
يابرق تحول لونك ظلام وسواد
لي قلب لايعرف الحقد على الناس
فكيف إذا كان خفقه يزيد سهاد
بئر سحيق وقعت به لا ركائب
تنقذني
ولا يسقيني الغمام ماءً وزاد
حتى الكواكب تحول جمالها الى
جمر حرق أحشائي فصارت رماد
برق بلا سحاب