الرئيسيةمقالاتتأمل مشوار حياتك 
مقالات

تأمل مشوار حياتك 

تأمل مشوار حياتك 

تأمل مشوار حياتك 

 

بقلم ـ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد اعلم أخي الحبيب إن الأعمار مضروبة والآجال مقسومة و كل واحد منا قد قسم له نصيبه في هذه الحياة، فهذا يعيش خمسين سنة وذاك يعيش ستين سنة وذاك يعيش عشرين سنة وأنت منذ أن خرجت إلى الدنيا وأنت تهدم في عمرك وتنقص من أجلك، ويا أخي الكريم تخيل أنك الآن في عداد الموتى، فما هي الكلمات التي تتوقع أن يصفك الناس بها بعد موتك ؟ 

وهل سألت نفسك، ما هو المشروع الذي تريد أن يثبت في صحيفة عملك بعد وفاتك؟ وتأمل مشوار حياتك؟ وكم مسلما علّمته من الخير ؟ وكم تائها إلى طريق الخير هديت ؟ وكم كلمة طيبة غرست؟ وكم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بلغت ؟ وكم مرة بين متخاصمين أصلحت ؟ فيا أخي الكريم اعلم أن الناس في رحلتهم خاسرون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، فكن ذلك الرجل المبارك في حله وترحاله، كالغيث أينما وقع نفع وليكن لك قلب عامر وعقل يثابر، تقي خفي، نقي أبي، نفعه متعد وخيره عام، يتجذر هداه في كل أرض أقام فيها، إذا قال أسمع وإذا وعظ جعل القلوب لربها تخشع، كن مسلما محمدي الخُلق، صدّيقي الإيمان، عمريّ الشكيمة، عثمانيّ الحياء، علويّ الصلابة، فيقول القائل ” مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات” 

ويقول الله جل وعلا على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام ” رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين ” ويقول الطبري في تفسيرها ” وإجعل لي في الناس ذكرا جميلا، وثناء حسنا باقيا فيمن يجيء من القرون بعدي” وروى أشهب عن مالك قال، قال الله عز وجل ” واجعل لي لسان صدق في الآخرين ” أي بمعني لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحا ويُرى في عمل الصالحين إذا قصد به وجه الله تعالى وقد قال الله تعالى ” وألقيت عليك محبة مني ” أي حبا في قلوب عباده وثناء حسنا، وقال ابن العربي قال المحققون من شيوخ الزهد في هذا دليل على الترغيب في العمل الصالح الذي يكسب الثناء الحسن، فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعد الإنسان من خير أو شر يجازى عليها من أثر حسن كعلم علموه، أو كتاب صنفوه، أو بناء بنوه من مسجد أو رباط.

أو نحو ذلك أو أثر سيء كإعانة ظالم، أو صد عن سبيل الله أو غير ذلك مما يغضب الله وتبقى آثاره، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا سبعة يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علّم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورّث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته ” وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته “.

 

 

 

تأمل مشوار حياتك 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *