تاريخ الفراعنة ضد المحاربين
كتب: اسلام منصور
تاريخ الفراعنة ضد المحاربين:
تتمتع المواجهات الكروية بين مصر وزيمبابوي بتاريخ حافل بالإثارة والندية، حيث تعكس هذه اللقاءات تطور
الكرة الأفريقية وتنافسية منتخبات القارة السمراء وعلى مدار العقود الماضية،
التقى “الفراعنة” مع “المحاربين” في مناسبات عديدة، تنوعت ما بين تصفيات كأس العالم،
وتصفيات كأس الأمم الأفريقية، والنهائيات القارية، مما خلق إرثا كرويا يستحق القراءة.
البدايات والسيطرة المصرية
بدأت اللقاءات الرسمية بين المنتخبين في الثمانينيات، وتحديدا في تصفيات كأس العالم 1986.
ومنذ تلك اللحظة، فرض المنتخب المصري شخصيته القوية بفضل جيله الذهبي،
إلا أن منتخب زيمبابوي كان دائما ما يمثل “عظمة زرقاء” في حلق الفراعنة،
حيث تميز بلياقة بدنية عالية وتنظيم دفاعي صلب، خاصة عندما تقام المباريات في العاصمة “هراري”.
حادثة “الطوبة” الشهيرة 1993
علاوة على التنافس الفني، لا يمكن الحديث عن تاريخ مواجهات المنتخبين دون ذكر المباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم 1994.
ففي أبريل 1993، حققت مصر فوزا ثمينا في القاهرة بنتيجة (2-1)، ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)
قرر إعادة المباراة في ملعب محايد (ليون بفرنسا) بسبب واقعة إلقاء “طوبة” من الجماهير أصابت مدرب زيمبابوي.
وانتهت مباراة الإعادة بالتعادل السلبي، مما أدى لتبخر حلم جيل حسام حسن في الوصول للمونديال،
وظلت هذه الواقعة محفورة في ذاكرة الجماهير المصرية كواحدة من أكثر اللحظات درامية.
التفوق في الألفية الجديدة
بناء على ما سبق، استمرت المواجهات في الألفية الثالثة، حيث بدأت الكفة تميل بوضوح لمصلحة المنتخب المصري.
ففي كأس الأمم الأفريقية 2004 بتونس، حققت مصر فوزا بنتيجة (2-1). ومن ثم، تجددت اللقاءات في تصفيات مونديال 2014،
حيث فازت مصر ذهابا وإيابا بفضل تألق محمد صلاح ومحمد أبوتريكة، مما أكد التفوق الفني للفراعنة في ذلك الوقت.
الافتتاح التاريخي 2019
بالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2019 فصلا جديداً، حيث وقعت زيمبابوي في مجموعة مصر في كأس الأمم الأفريقية
التي استضافتها القاهرة، كانت مباراة الافتتاح أمام أكثر من 70 ألف مشجع، وحسمها المنتخب المصري بهدف نظيف
سجله محمود تريزيجيه. ورغم الفوز، أظهرت زيمبابوي صموداً كبيراً أكد أنها لم تكن يوماً لقمة صائغة.
خلاصة القول
ختاماً، تُظهر لغة الأرقام تفوقاً مصرياً واضحاً في عدد الانتصارات، لكن الميدان يحكي قصصاً من المعاناة الكروية والندية.
فمنتخب زيمبابوي يظل دائماً ذلك المنافس الذي يحتاج “الفراعنة” أمامه إلى كامل تركيزهم،
مما يجعل من تاريخ هذه المواجهات سجلاً مليئاً بالدروس الكروية والذكريات التي لا تُنسى في تاريخ الكرة الأفريقية.
