المقالات

 تدريب الشباب علي الثقافة الإسلامية

جريدة موطنى

 تدريب الشباب علي الثقافة الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من حسن عشرته صلى الله عليه وسلم لزوجته هو مواساتها والتخفيف عنها حين حزنها وبكائها، ورقيتها حين مرضها، فعن أم المؤمنين صفية بنت حىّ رضي الله عنها قالت ” أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، حتى إذا كان في بعض الطريق، نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” كذاك سوقك بالقوارير أي يقصد النساء، فبينما هم يسيرون، برك بصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن مركبا، فبكت. 

وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُخبروه بذلك فجعل يمسح دموعها بيده” رواه النسائي، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن تدريب الشباب على الوقوف على مادة الثقافة الإسلامية والإحاطة بها، لأصل من أصول التربية الإسلامية الصحيحة، فذلك من الإعداد السليم لهم، لأنه سيفتح نوافذ عقولهم فيعرفون حقيقة إسلامهم، ويمارسونه قولا وعملا ويعرفون مكانة أمتهم الإسلامية على مدى التاريخ البشري كله، ولقد فرط بعض الآباء عن جهل منهم، أو تهاون وذلك في اتباع سلوك ضار مضر بتربية البنين والبنات وإعدادهم. 

فترى بعض والآباء يفرطون في تدليل أبنائهم، فيجلبون لهم تذاكر السفر إلى كثير من مختلف دول العالم في كل مناسبة، ولا يعبأون بعواقب تلك الرحلات السياحية التي لا تزيد الأبناء إلا بعدا عن دينهم، وتنكرا لقيم وعادات مجتمعهم الإسلامي وعقيدته، وإن بعضا من الشباب يأخذ طريقه في سفر إلى بلد ما من البلدان التي لا دين لها ولا نظام سوى الانحلال، والتردي في مهاوي الرذيلة التي يزعمونها من الحرية والتقدم، وبئس ذلك من عمل، وبئس ذلك التقدم وبئس تلك الحرية، وإنه متى رجع أولئك الشباب، أو قل بعضهم، جاء الكثير منهم ببضاعة مآلها الخسران المبين، في غير واحد منهم يحدث أصحابه عما رأى، ويزين له، ويمتدح ما عايشه في أيام رحلته، وهو لا يعدو ذكر الحديث عن دور السينما، والملاهي، وأماكن الدعارة.

لأنه رحل وفي ذهنه كثير من مثل تلك الأشياء التي رجع بعد أن رآها وعايشها إلا ما شاء الله لكن هل يذكر لأصحابه حديثا عن جوانب الخير في رحلته؟ فهل زار دور التعليم مثلا ودور المكتبات والمتاحف الأثرية ليجمع حصيلة من الثقافة وألوان المعرفة؟ مثل ذلك لم يكن، بل تراه يمعن في تمجيد ما سبق ذكره، وإذا ناصحه أصحابه أخذته العزة بالإثم، وأمال شدقيه استهزاء وسخرية بمجتمعه ونظام دينه، ورماهما بالتخلف والرجعية وما علم أن الذي رآه فأعجبه ها هو إلا الداء الدفين، هو معنى الرجعية والتخلف، لأنه لا يخدم الإنسان بخير، بل يضره في صحته وعقله ودينه، وتلك هي الجاهلية الجهلاء، ولئن فاخرنا أهل تلك البلدان ببناء حضارتهم على النحو الذي ارتضوه، فبنوا دور الملاهي على كل شكل ولون فإنما ذلك كله شر مستطير. 

وإنه يحق لنا أن نفاخر بأسس حضارتنا الإسلامية، فإنما نبني المسجد بجانبه المدرسة، ونبني المدرسة بجانبها دار الحضانة والرعاية، ونبني بيوت الشباب بجانبها دور الأندية الرياضية المتسمة بالحشمة والوقار، ونبني دور الأندية الأدبية وغيرها مما هو خير ونفع مشاع بين المسلمين جميعا، فإنه لا تقدم ولا أمان ولا استقرار إلا بتطبيق شريعة الله عز وجل في كل أمر، وما عداها فشريعة شياطين الإنس ممن لا خلق لهم ولا دين لا تقدم في بنودها لأنها قوانين بشرية لا تخدم إلا الدمار والهلاك والانحطاط الخلقي، وإن من الخير أن نذكر شيئا عن المنهج السليم لإعداد الشباب ليستطع القيام بمسؤوليته على نحو من المنهج الإسلامي الصحيح.

 تدريب الشباب علي الثقافة الإسلامية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار