تربية الأبناء التربية الإيمانية
بقلم/ محمـــد لدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 12 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين،
نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن التربية هي تنشئة المسلم وإعداده
إعدادا كاملا من جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام وإن شئت
قل هي الصياغة المتكاملة للفرد والمجتمع على وفق شرع الله تعالى، وإن التربية
ليست قاصرة على تربية الجسم فقط، وليست قاصرة على تعريف الولد ببعض الأخلاق
والآداب فقط، بل هي أوسع وأشمل من هذا وإن خير ما يربى عليه الأبناء، وآكد وأوجب
ما يراعى في تربية الأبناء التربية الإيمانية، فأول ما يغرس الوالدان في قلب الولد
الإيمان بالله عز وجل الذي من أجله خلق الله خلقه وأوجدهم، وقال الله تعالى
عن لقمان في وصيته لولده.
” وإذ قال لقمان لإبنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” فأول ما ابتدأ به وأول ما دله عليه في وعظه ونصحه وتوجيهه، أن ذكره بحق الله جل جلاله، وبين له أن ضياع هذا الحق هو الظلم العظيم لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ولقد ركز منهج الإسلام في التربية على تنمية جانب المراقبة لله تعالي في النفس الإنسانية خصوصا الأبناء، فقال صلى الله عليه وسلم “علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع” وللأبوين الأجر العظيم إذا صبرا على تعليم ولدهما القرآن حيث قال السيوطي رحمه الله، تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشأون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكين الأهواء منها.
وسوادها بأكدار المعصية والضلال، ويقول أبو بكر بن العربي رحمه الله، وللقوم في التعليم سيرة بديعة وهي أن الصغير منهم إذا عقل بعثوه إلى المكتب، وقال علي بن المديني رحمه الله، توريث الأولاد الأدب، خير لهم من توريث المال، فالأدب يكسبهم المال، والجاه والمحبة للإخوان، ويجمع لهم خيري الدنيا والآخرة، ومما يساعد على ذلك هو تكوين مكتبة صغيرة في المنزل تحتوي على المختصرات المفيدة في الآداب، وكتب السيرة، لا سيما ما يتعلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته، وكتب قصص الأطفال التربوية الهادفة، ولنعلمهم جميعا أيضا بأن النظر الحرام يؤدى إلى ما هو أكبر منه، فقيل نظرة فابتسامة فموعد فلقاء، وأيضا فإن الخمر محرمة أن يعصرها الإنسان، وأن يحملها، وأن يأكل ثمنها.
وأن يبيعها، وأن يعلن عنها، وكله محرم، وكذلك الربا لعن الله آكله، وموكله، إذن ما أدى إلى حرام فهو حرام سدا للذريعة، كل ما أعان على الحرام فهو حرام، وإذا روج الإنسان أو أعلن عن بضاعة محرمة فهو روج لها، وقال تعالى فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” ما كان سببا كافيا، أو ما كان سببا غير كاف، أو ما كان معينا، أو ما كان مروجا، أو ما كان موضحا، فكل ما أعان على الحرام فهو حرام، وهى قاعدة أساسية، وأيضا فإن النية الحسنة لا تبرر الحرام، فإن هناك أشخاص كثيرون يقولون، النية الطيبة، لا تكفى، والنية الطيبة شيء عظيم في الإسلام، فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إِنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” رواه البخارى.