ادب وثقافة

تصحيح مسيرة الشباب)

جريدة موطني

(تصحيح مسيرة الشباب)
بقلم✍️ سمير الدسوقي

الشباب هم القوة الدافعة بالحياة، القادرة على صنع التاريخ وتحريك أحداثه، ومصر دولة فتية إذ أن أكثر ٦٥ ٪ من عدد سكانها شباب، وعلى قدر ومقدرة صلاح الشباب ينصلح حال الوطن، تستقيم أموره.

وليس عجبا إذا قلنا إن من العوامل التي أدت إلى ظاهرة الإرهاب قصور معرفة الشباب بالمفهومات الصحيحة لرسالة الدين وأهدافه السامية؛ لذا فتبصير الشباب برسالة الدين واجب على المؤسسات الشعبية والتنفيذيةوالمؤسسات الدينية، وفي الصدارة منها الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، الكنيسة،والمؤسسات التعليمية والثقافية، وأجهزة الإعلام بما فيها من صحف حزبية وغير حزبية، وكذلك الفن الهادف، وذلك بنشر مبادئ الدين السامية في نفوس الأبناء أطفالا وشبابا، بحيث يتم ذلك بتخطيط منظم ومستقر.

وحتى تستقر التربية الروحية في نفوس الشباب، يجب أن نبث الروح الديمقراطية في نفوسهم أيضا؛ فإقناعهم يجب أن يتم بالحجة والدليل المقنع، والاستماع إلى رأي الشباب وفتح الصدور أمام مشكلاته، ومايختلج ويدور في نفسه من شكوك أو انحرافات، ثم مناقشة كل ذلك في هدوء، وبلا تشنج أوتهريج، أو تدجيل، أو فرض إرادة.

وهناك أمر لايقل عن ذلك أهمية هو ألا نسمح لكل من هب ودب بالتصدي للتعليم الديني، وأن يقتصر ذلك على العلماء المتخصصين الورعين، فما ابتلينا به في العقود الماضية من سنوات حياتنا كان سببه إطلاق حرية الكتابة الدينية لكل إنسان، فتصدي للفتوي والأحاديث الدينية أناس لا يعرفون عن الدين شيئا، فكنا نرى الصحف تغص بالمقالات التي تتهم الحزب الفلاني بالكفر والإلحاد، وتنسب إلى الحاج فلان بالكفر؛ لأنه لايدين بالفكر والسياسة التي يؤمن بها الكاتب، وكذلك البرامج والقنوات التي كانت تعد نفسها دينية، مما جعل مسألة تكفير المسلم للمسلم أمرا هينا لينا مقبولا.

وإذا كانت الديمقراطية شيء أساسي لإقناع الشباب، وشعوره بالاختيار الحر، فإن تربيته تربية علمية إلى جانب تربيته الروحية تخلق في تفكيره وسلوكه وأفعاله توازنا وتعادلا، ويقيه ذلك من سوء الفهم يثيره التفكير العلمي البحث في بعض الأحيان، كما يعصمه من الانحراف الذي يثيره المتعصبون الدينيون، الذين لايعترفون بالعلم ولايؤمنون بالتقدم.

ويستطيع بفكره الثاقب أن يكشف ألا تعارض بين الدين والعلم، وبذلك يصحح الشباب مسيرته، ويسير في الطريق السوي، وعلى النهج القويم، ويبني حياته على أسس سليمة وأركان متينة، لاتزلزلها عواصف الأهواء، ولا تحركها رياح الفتن،وينصرف الشباب عن أهواء المضللين الذين يطلبون منه ترك أهله وعمله والسعي إلى تدمير وتقويض دعائم المجتمع، ومن ثم ينصرف الشباب إلى العمل والإنتاج؛ لأنه قد آمن حقا بقوله تعالي : “فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض “… وقوله تعالي : ” فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه”.

وختاما إذا أحسنا تربية الشباب تربية روحية سليمة وعلمية مخططة، وبث روح الديمقراطية بينهم، تصححت مسيرتهم، وصنعنا منهم قوة فاعلة فى بناء مصرنا الحبيبة، بناءً تعادليا لاطغيان فيه ولاتهاون ولاتكاسل، وشباب على مثل تلك الصفات يستطيع أن يعيد التوازن إلى كيانه، ولأمته عزها ومجدها، ويدفع بعجلة التقدم إلى الأمن والهدوء والاستقرار والسلام، لأنهم فتية آمنوا بربهم ورجالا يستطيعون تغيير مجرى التاريخ.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار