الرئيسيةاخبارتضاؤل دور الأسرة 
اخبار

تضاؤل دور الأسرة 

تضاؤل دور الأسرة 

تضاؤل دور الأسرة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعدمن الأمور التي كانت السبب فيما نحن فيه اليوم هو تضاؤل دور الأسرة، حيث كان للأسرة دور كبير في مرحلة ما قبل إكتشاف النفط في الدول العربية حيث كانت الأسرة وحدة واحدة، وكان الأفراد جميعا يعملون في إطار ومحيط الأسرة، وكان الأب يرث مهنته من والده، ويعمل معه في الحقل والمتجر، وكانت الأسرة تلتقي جميعا حيث يعيش الشاب وتعيش الفتاة وقتا طويلا مع أسرتها، فتقلص دور الأسرة مع عصر النفط، ومع تغير فرص وميادين العمل وإتساع التعليم. 

 

ونحن مقبلون على تقلص أكبر، وهذا ميدان خطير يتطلب منا إعادة النظر في إيجاد مساحة أكثر للأسرة، ونحن اليوم أصبحنا في صراع مع الآخرين على أبنائنا، وصراع مع الآخرين على بناتنا، وكما تعد فرص العمل في دول العربية مشكلة كبرى، وتبدأ هذه المشكلة من القبول في التعليم الجامعي، ففي السابق كان الطالب حين ينتقل من المرحلة الثانوية يجد فرص القبول مهيأة له، والآن ومع زيادة النمو السكاني بدأت تتضاءل فرص القبول في التعليم الجامعي، فنسبة كبيرة من الطلاب والطالبات الذين يتخرجون من المرحلة الثانوية لا يجدون لهم فرص قبول في التعليم الجامعي، ثم تنشأ مشكلات العمل بعد التخرج من الجامعة وهذا لا شك سيولد إفرازات إجتماعية وتربوية ينبغي أن توضع في الإعتبار، وكما أن من العوامل المؤثرة في المنطقة. 

 

هو الصراع العربي الإسرائيلي ونحن قريبون من منطقة الصراع، وبغض النظر عما يؤول إليه هذا الصراع مع الأحداث القريبة الساخنة، فإما أن تسخن الأوضاع وتنقلب، أو أن تستمر عملية التطبيع وكلا الأمرين سيكون له أثر في المستقبل على المنطقة وعلى ثقافة المنطقة، وهذه بإختصار إشارة سريعة إلى هذه التحديات التي تفرض علينا أن نعيد النظر في تربيتنا، وبعد ذلك ننطلق إلى صلب الموضوع وهو عبارة عن بعض التوصيات وبعض الأفكار التي ينبغي أن نأخذها بعين الإعتبار في تربيتنا من خلال المتغيرات التي نمر عليها لنتواكب مع هذه الظروف الجديدة التي تمر بنا، وكما ينبغي علينا التفاؤل حيث أنه من أول ما يجب علينا هو الحذر من اليأس وسيطرة الشعور بعدم إمكانية التغيير، أو إستحالة التربية في ظل هذه المتغيرات. 

 

وحديث كثير من الإسلاميين الغيورين على واقع الأمة عن تداعيات العولمة حديث يقود كثيرا من الناس إلى اليأس والقنوط، وإن إدراك سوء الواقع ومرراته، والحرص على إثارة تفاعل الناس مع الواقع، قد يقودنا إلى مبالغة في الحديث لا ندرك آثارها، ومما يزيد الطين بلة أن كثيرا من المتحدثين يقف عند ذكر المخاطر والآثار، دون أن يتحدث عن برامج عملية لمواجهة المتغيرات وهذا مايحتاجه الناس والبرامج التي تقدم معظمها غير واقعية تزيد الناس يأسا من التغيير، والذي يبنغي مراعاته عند الحديث عن هذه المتغيرات هو الإعتدال وعدم المبالغة، والإعتناء بتقديم الحلول والبرامج العملية للناس، وتلمس الجوانب والمداخل التي يمكن الإفادة منها وتوظيفها مهما كانت محدودة، وكذلك الإعتناء بالتربية الإيمانية، فينبغي أن نعتني بها أكثر من ذي قبل. 

تضاؤل دور الأسرة 

وهي للأسف يتقلص دورها كثيرا، أولا في دائرة الأسرة، فالأسر المحافظة تحافظ على أولادها وبناتها، وتراقب حالات الإنحراف والتغير، وربما تحول بين أولادها وبناتها وصحبة أهل السوء، لكنها تقف عند هذا الدور، فهي تمارس مهمة الحماية فحسب، وقلما نجد من الأسر المحافظة فضلا عن الأسر المتفلتة من تعتني ببناء أولادها، وفي دائرة المدرسة نتساءل، إلى أي حد مدارسنا اليوم تربي أبناءنا وبناتنا على حقائق الإيمان والتقوى والصلاح؟ وماذا يسمع أبناؤنا وبناتنا اليوم في مدارسهم؟ وهل يجدون فيها ما يرقق القلوب وما يصلهم بالله عز وجل؟ أم أنهم يعيشون في عالم أحسن أحواله أنه عالم مادي بحت يعيش مع المعرفة المجردة فقط بعيدا عن هذه المعاني المهمة؟

تضاؤل دور الأسرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *