المقالات

تقوية الإيمان

جريدة موطنى

 تقوية الإيمان

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، الذي كان يحب الصلاة ويوصي بها حيث قال أنس رضي الله عنه كانت عامة وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين موته ” الصلاة، وما ملكت أيمانكم” وكما نهى صلى الله عليه وسلم عن إطرائه وتعظيمه فقال صلى الله عليه وسلم “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله” رواه البخاري، يدعو كل أحد إلى هذا الدين ولو كان المدعو صغيرا، فقد زار صلى الله عليه وسلم غلاما يهوديا فقعد عند رأسه وقال صلى الله عليه وسلم له ” أسلم ” فأسلم الغلام” رواه البخاري، وكما كان صلى الله عليه وسلم يتواضع للصغير ويغرس في قلبه العقيدة حيث قال صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما.

” يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله” رواه الترمذي، وكما كان صلى الله عليه وسلم يتلطف في تعليم صحابته ويظهر ما في قلبه من حبه لهم، فقد أخذ بيد معاذ بن جبل رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم له ” والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دُبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك” رواه النسائي، أما بعد فإن في البلاء تقوية الإيمان بالقضاء والقدر، فما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا وهو ملك لله عز وجل، وما من شيء يحدث في ملكه إلا بمشيئته وإرادته فبيده الملك، وبيده مقاليد السماوات والأرض، وما من شيء يحدث من رخاء أو شدة، أو خوف أو أمن، أو صحة أو مرض، أو قلة أو كثرة.

فكل ذلك بمشيئته سبحانه وتعالى، والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي لا يتم الإيمان إلا بها، فإذا أصاب الانسان ابتلاء علم أن ذلك بقضاء الله وقدره، وإن في البلاء تمحيصا للمؤمن وتخليصه من الشوائب المنافية للإيمان، فالبلايا والمحن هي المحك الذي يكشف عما في القلوب ،وتظهر به مكنونات الصدور، وينتفي بها الزيف والرياء ، وتنكشف به الحقيقة بكل جلاء، وأن في البلاء ردعا وتحذيرا من الغرور، فالعقوبة العاجلة على ما اقترفه الإنسان أو الأمة من معاص تقتضي حكمة المولى عز وجل أن تعجل عقوبتها حيث إن فيها ردعا وتحذيرا وعبرة، لهم ولغيرهم من الأفراد والجماعات، وإن الابتلاء وسيلة للتمكين في الأرض، فقيل للشافعي رحمه الله يا أبا عبد الله، أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟  

فقال الشافعي لا يمكن حتى يبتلى، فإن الله تعالى ابتلى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله عليهم أجمعين فلما صبروا على الابتلاء مكنهم فلن يمكن المسلمون في الأرض إلا بعد أن يبتلوا، ليميز الله الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب، وأن في البلاء رحمة بالعصاة والتخفيف عنهم يوم القيامة، فمن حكمة الابتلاء بالعقوبة أن يعجل الله للمذنب عقوبته فتأتيه في الدنيا تخفيفا عنه يوم القيامة، وإن في البلاء إقامة حجة العدل على العباد فيعلم العبد المبتلى أن لله عز وجل عليه الحجة البالغة، فإذا أصابه بشيء من المكروه، فلا يقل لماذا؟ فهو يعلم أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، ويقول الله عز وجل فى سورة الشورى ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” 

فإن هذه الآية الكريمة فيها حكم عظيمة، وفيها فوائد جمة لمن تأملها، ذلك أن ما يدور في هذه الحياة وأنه يفهم من ضوء هذه الآية أن يعرف أهل الإيمان ما يواجههم، ويعرفون تفسير ما في هذه الدنيا من خلال هذه الآية.

تقوية الإيمان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار