تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا
تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 21 ديسمبر 2024
تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا
الحمد لله الذي رفع من أراد به خيرا بالعلم والإيمان، وخذل المعرضين عن الهدى وعرّضهم لكل هلاك وهوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكريم المنان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي كمّل الله له الفضائل والحسن والإحسان، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم على مرّ العصور والزمان، واعلموا رعاكم الله أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، أما بعد أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن التقوى لا تتم لكم إلا بمعرفة ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان، ولا تستقيم لكم إلا بقيامكم بأصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان أما بعد.
فإن التربية هي تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا من جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام، وإن شئت قل هي الصياغة المتكاملة للفرد والمجتمع على وفق شرع الله تعالي، وإن للتربية جوانب مختلفة، فهناك التربية الإيمانية والتربية الخلقية، والتربية الجسمية والتربية العقلية والتربية النفسية والتربية الإجتماعية والتربية الجنسية وغيرها، أي لابد أن نفهم أن التربية ليست قاصرة على تربية الجسم فقط، وليست قاصرة على تعريف الولد ببعض الأخلاق والآداب فقط، بل هي أوسع وأشمل من هذا، وكما أن التربية ليست قاصرة على الوالدين فقط، فهناك إلى جانب الأُسرة المدرسة وهناك المسجد، وهناك التجمعات الشبابية سواء صالحة أم غير صالحة، وهناك وسائل الإعلام وغيرها.
فكل هذه المذكورات يشارك في عملية التربية، ولقد حث الإسلام على تربية الأولاد، ومحاولة وقايتهم من النار، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها” رواه البخاري ومسلم، وفي الترمذي ” لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع” وقيل هو حديث ضعيف، وكما قال صلى الله عليه وسلم “ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن” وقيل أيضا ضعيف، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع” وحرص السلف على تربية أبنائهم، وكانوا يتخذون لهم المربين المتخصصين في ذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة، ولاشك أن للتربية أثر كبير في صلاح الأولاد، فالأولاد يولدون على الفطرة.
ثم يأتي دور التربية في المحافظة على هذه الفطرة أو حرفها فيقول صلى الله عليه وسلم “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه” والولد على ما عوده والده، فإن إختيار الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح، هو الخطوة الأولى للتربية السليمة، وكما تعرفون حديث النبي صلي الله عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه” وحديث النبي صلي الله عليه وسلم ” فاظفر بذات الدين تربت يداك ” والدعاء بأن يرزقه الله ذرية صالحة، وهذا قبل أن يرزق بالأولاد “رب هب لي من الصالحين” وأيضا التسمية عند الجماع لحديث النبي صلي الله عليه وسلم ” لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا”