جريمة مأساوية في حق الإنسانية
بقلم: رضوان شبيب
عندما تضحى بحياة طفل مقابل الإنتاج
في مدينة الإسكندرية، حيث يفترض أن تكون الإنسانية والرحمة قيمًا أساسية، نجد أنفسنا أمام كارثة إنسانية حقيقية. أم شغالة في مصنع، تُطلب منها التضحية بحياة ابنتها الرضيعة مقابل الاستمرار في العمل. الإدارة ترفض منحها إذنًا للخروج لتكشف على ابنتها، وتهددها بخصم 1000 جنيه إذا ما خرجت. النتيجة كانت مأساوية: الطفلة تموت بعد ثلاث ساعات من المعاناة.
أين الإنسانية؟ أين الرحمة؟
السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي القيم التي تطبق في هذا المصنع؟
هل أصبحت حياة الأطفال والعمال تشتري و تباع سلعة؟
أين ضمير الإدارة التي تفضل الإنتاج على حياة إنسان؟
أين دور الجهات المسؤولة عن حماية حقوق العمال وضمان سلامتهم؟
جريمة لا تُغتفر
هذه الحادثة ليست مجرد واقعة عادية، بل هي جريمة إنسانية لا تغتفر. يجب أن يتحمل المسؤولون عنها عواقب أفعالهم أمام القانون وأمام الله. كرامة العامل ليست رخيصة، وحياة الأطفال ليست أداة مساومة. يجب أن نُطالب بحق هذه الطفلة البريئة، وأن يحاسب كل من ساهم في وفاتها.
نظام ادارى فاسد
يبدو أن هناك نظامًا فاسدًا يُطبق في بعض القطاعات، نظام يُفضل فيه الأغنياء وأصحاب المال على حساب الفقراء والعمال. يجب أن نُغير هذا النظام، وأن نُحاسب كل من يُساهم في تدمير حياة الناس. يجب أن نُعيد النظر في سياسات الاستثمار التي تضحي بحياة الناس مقابل الأرباح.
جريمة مأساوية في حق الإنسانية
نداء إلى المسؤولين
نحن نُطالب بالتحقيق الفوري في هذه الحادثة، ومحاسبة كل من ساهم في وفاة هذه الطفلة. نحن نُطالب بحماية حقوق العمال وضمان سلامتهم. نحن نُطالب بإعادة النظر في سياسات الاستثمار التي تفضل الإنتاج على حياة الإنسان. يجب أن نُعيد الإنسانية والرحمة إلى قلوبنا، وأن نُحاسب كل من يُساهم في تدميرها.