جلسات الحوار الأدبي " تناقش ميزات الشخصيات ( النامية والمركبة ) في السرد و الدراما
جريدة موطني
” جلسات الحوار الأدبي ” تناقش ميزات الشخصيات ( النامية والمركبة ) في السرد و الدراما
سوسن رضوان / سامر خالد منصور
معظم الروايات والأعمال الدرامية العظيمة لا تعنون باسم ” مكان ” أو ” حدث ” وإنما باسم شخصية ” مركبة ” سواء كانت ” بوليسية ، أو أدب أطفال ، أو من المذهب الواقعي ، أو فنتازية أو نفسية .. إلخ ”
هاملت ، زوربا ، هنري الخامس ، مدام بوفاري ، جاك المؤمن بالقدر ، روبن هود ، شارك هومز أوديب ملكا .. الأوديسا ، جلجامش .. إلخ .
بهذه الأمثلة الصارخة على أهمية الشخصية ” المركبة ” افتتحت الحلسة الثالثة من جلسات الحوار الأدبي التي أقامها اتحاد الكتاب العرب / جمعية القصة والرواية بحضور السيد رئيس الاتحاد د.محمد الحوراني و السيد نائب رئيس الاتحاد الشاعر توفيق أحمد و السادة أعضاء المكتب التفيذي ، وبمشاركات قصصية وشعرية لكل من :
الشاعر عمر أورفه لي / شعر قصصي .
القاص نصر محسن / قصة من المذهب الرمزي .
الكاتبة هدى ياسين صبان .
تناولت ” جلسة الحوار الأدبي ” في محطتها الأولى المعنية بمناحي العملية الإبداعية ” الشخصيات ” بوصفها عنصرا فنيا في الفنون السردية والدرامية و ركزت على نوعين من الشخصيات ” النامية ” و ” المركبة ” .
شارك في الحوار السادة :
الدكتور الباحث محمد الحوراني .
الشاعر توفيق أحمد .
الروائية فلك حصرية .
القاص رياض طبرة .
الدكتور الأرقم الزعبي .
الروائي عماد نداف / مقرر جمعية القصة والرواية .
الدكتور الناقد عبد الله الشاهر .
القاص غسان حورانية .
القاصة سوسن رضوان .
القاص نصر محسن .
الشاعر أمير السماوي .
الروائية رندا عازر .
القاصة فاتن ديركي .
المسرحي إياد يوسف .
القاصة روعة سنوبر .
الكاتبة مها داوود .
الشاعر والكاتب حمزة الياسين .
المشاركات متعددة المحاور في الحوار :
– المخرج هشام فرعون .
– المسرحي سمير عدنان المطرود / مقرر جمعية المسرح والموسيقا .
– الروائية أحلام أبو عساف .
كما شاركت كوكبة من الكتاب والشعراء الشباب .
ممثلين عن الفرق الأدبية الشابة :
ممثلين عن فريق ” مئة كاتب وكاتب ” .
ممثلين عن فريق ” أثر ” .
ممثلين عن ” رابطة أدباء شباب سورية الافتراضية ” .
ممثلين عن فريق ” رواد القلم ” .
– مما تم طرحه في مسار الجلسة :
التعريف بأنواع الشخصيات :
الشخصية البسيطة / المسطحة .
الشخصية النامية .
الشخصية المركبة .
الشخصية النامية :
هي التي تتطور بالتدريج بسبب بروز طموح لديها يحتاج تحقيقه التفوق في منافسة وصراع كي يتحقق ، فتطور ذهنيتها وأسلوبها و أدواتها الاجتماعية شيئا فشيئا ، أو تتطور بسبب بروز تحديات وتهديد لها لوجودها او لجهة خسارتها شخصا ما أو شيئا ما قيم بالنسبة لها مما يدفعها أيضا للنمو والتطور استجابة لتلك التحديات وبما يتناسب مع وتيرتها ويمكن أن تتحول إلى شخصية مركبة أو أن ينتهي العمل السردي أو الدرامي عموما وهي مازالت في طور النمو والتطور وقد يحدد مصيرها وتنتهي قبل أن تصبح شخصية مركبة .
الشخصية المركبة :
ومما ورد حول الشخصية المركبة أنها تأتي بحالتين :
الحالة الأولى : الشخصية المنقسمة على نفسها جراء صراع نفسي تعيشه – بين جانبها الأخلاقي القيمي وخلافه على سبيل المثال –
انقساما يجعل بنيتها النفسية غير مستقرة بكل ماتحمل تلك البنية من مبادئ ومرجعيات وضوابط للسلوك ، مما يؤدي إلى سلوك متباين يصعب التكهن به سواء كان سلوكا من قبيل المبادرة و ” الفعل ” أو من قبيل ” الاستجابة ” لأفعال الآخرين أو الأحداث عموما .
الحالة الثانية : الشخصية التي تمتلك عدة أنماط من السلوك لكونها تمتلك عدة ” أقنعة ” أي ” تمثل ” أنها من أنماط تخالف حقيقتها كي تضلل الآخرين بما يسهل تحقيقها لأهدافها الخفية ، أي أنها تواجه الآخرين ب ” أقنعة / أنماط ” تجيد لعب دورها ، وقلما تظهر ذاتها الحقيقية وتبقى إرادتها الحقيقية خفية أو شبه خفية عن الشخصيات غير المقربة منها ، وتتسم بأنها شخصيات طموحة ، مبادرة ، غامضة ، لها في معظم الأحيان غايات ظاهرة و أخرى خفية من كل سلوك تبادر به ومن جل الأحداث التي تصنعها أو تساهم في صناعتها وتوجيهها .
– الشخصية المركبة تساهم بشكل كبير في عنصر التشويق ، و ” بناء ” هذه الشخصية فيه ” غرف ” مظلمة يتم اكتشافها تدريجيا حتى نهاية العمل السردي أو الدرامي عموما .
ومما ورد من آراء أيضا أن كل الشخصيات هي شخصيات مركبة في واقع الحياة وبالتالي يجب أن يحضر لها الممثل أو الكاتب في ذهنه ” تاريخها وجذورها وخلفيتها ” حتى لو كانت تمثل بمشاهد قليلة أو تكتب بمساحة بسيطة من مجمل السرد ، ويجب أن تأتي خلفيها تلك و سلوكها و تكوينها النفسي بما يتناسب مع ” وظيفتها ” في النص ، وأن يكون تطورها منطقيا وغير خفي بشكل تام عن المشاهد كي يفهم التبدلات الحادة في سلوكها ، ولا يقع في حيرة حين يراها انتقلت من فعل الخير إلى الإفساد في الأرض على سبيل المثال .
تعدد الشخصيات المركبة في مسرحية أو رواية أو فيلم السينما أو ” الدراما التلفزيونية ” يناسب التوجه الحداثي فيما يسمى ” البطولة الموزعة ” .
كما تضمنت الجلسة قصة قصيرة من التراث الحكائي عن ” ضابط من الاحتلال البريطاني ” يجسد الاستغلال والشر ، وتم تقديم عدة أمثلة عن الشخصيات المركبة كشخصية ” شرقائيل ” الرمزية التي كانت بطلة قصة القاص نصر محسن ، وشخصيات من التاريخ كالحجاج وهند و عبد الملك بن مروان .
و اختتمت الفعالية برؤية لمشروع تحويل قصة من القصص المشاركة في سلسلة الجلسات للقاص حمزة الياسين إلى فيلم قصير ومقترحات للجلسات القادمة من قبل مقرر جمعية القصة والرواية ، الروائي والإعلامي عماد نداف .
يذكر أن فريق إعداد سلسلة “جلسات الحوار الأدبي ” يتألف من الكتاب :
سوسن رضوان / أمانة سر .
سامر منصور / إدارة و إعداد .
غسان منذر حورانية / تنظيم وإشراف عام .