أخبار ومقالات دينية

جهاد المنافقين بإقامة حدود الله

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن جهاد المنافقين بإقامة حدود اللهجهاد المنافقين بإقامة حدود الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله البشير النذير، النور المبين صلى الله عليه وسلم والسراج المنير، أعطي مجامع الكلم فما أخطأ التعبير، أنزل الناس منازلهم فوقر منهم الكبير، وخاطبهم على قدر عقولهم ورحم منهم الصغير، ما رد منهم سائلا قط، بل جاد بالقليل وبالكثير، هجر الفواحش كلها، وعفّ عن الحرام وهو صغير، ذاق طعم اليُتم فما حسد ولا حقد على من لبس الحرير، لبس من الثياب الخشن وما نام على الوثير، وربط الأحجار على بطنه وما شبع من خبز الشعير، دعا قومه لنجاتهم فتطاول عليه كل مهين وحقير، ودارت الأيام دورتها وبرك الطغاة بروك البعير، فأشار إليهم إشارة راحم ولم يعتب ولم يطلب التبرير، ومسح الجراح برأفة ودموع ندمهم على الخدود غزير. 

فالتأم شمل الجميع وقد علا صوت المؤذن على صوت النفير، الله أكبر الله أكبر الله أكبر فوق كل كبير، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه ما تردد نفس بين شهيق وزفير، وكلما عسعس الليل وتنفس الصبح وفاح من الورود عبير، ثم أما بعد إن الجهاد في سبيل الله أمر يحتاج إلى همة عالية وعزم قوي، وذلك لأنه شاق على النفس، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلى الناس همة في الجهاد والمضي فيه والإعداد له، وما ذلك إلا إعلاء لكلمة الله عز وجل واستجابة لأمره تعالى، قال تعالى ” فإذا عزمت فتوكل علي الله” وذلك بعد مشاورة أصحابه، ويقول الطبري والمعنى إذا تبين لك الأمر وعزمت على جهاد عدوك فامض على ما أمرت به على خلاف من خالفك وموافقة من وافقك، وإن معركة أحد لتبين قوة عزمه صلى الله عليه وسلم. 

وعلو همته في المضي إلى القتال لما جمعت قريش جموعها لقتال المسلمين استشار صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام في ذلك، ويبين عزمه صلى الله عليه وسلم في جهاد الأعداء من خلال تحريض أصحابه على الجهاد، والتحريض هو المبالغة في الحث على الأمر، فحثهم وأنهضهم إليه بكل ما يقوي عزائمهم وينشط هممهم من الترغيب في الجهاد، ومقارعة الأعداء، والترهيب من ضد ذلك، ولا شك أن من يحض المؤمنين هو أقواهم عزما وأعلاهم همة في تنفيذ هذا الأمر، فلو تثبط الأصحاب عن القتال فإنه لا يضرك مخالفتهم وتقاعدهم، فتقدم أنت إلى الجهاد، وما كان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتباطأ عن أمر ربه، وهذا من تمام عزمه وقوة همته، وقال تعالى كما جاء في سورة التوبة ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم” 

وفي تفسير هذه الآية كلام جميل للمفسرين، منه ما ذكره ابن جرير أن في الآية ثلاثة أقوال، فالأول هو ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يجاهدهم بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه، والثاني هو ما روي عن الحسن وقتادة أن المراد جهاد الكفار بالسيف، وجهاد المنافقين بإقامة حدود الله عليهم، والثالث هو ماروي عن ابن عباس يقول جاهد الكفار بالسيف، وأغلظ على المنافقين بالكلام، ثم اختار ابن جرير قول ابن مسعود حيث يقول وأول الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب ما قاله ابن مسعود من أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم من جهاد المنافقين بنحو الذي أمره به من جهاد المنافقين. 

جهاد المنافقين بإقامة حدود الله

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار