الرئيسيةاخبارحديث الجمعة ٠٠!!
اخبار

حديث الجمعة ٠٠!!

حديث الجمعة ٠٠!!

حديث الجمعة ٠٠!!

بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠

( مع أصحاب الحظ العظيم )

قال تعالى :

” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ () وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ () وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ” 

( سورة فصلت الآيات ٣٣ – ٣٥ )

٠٠٠٠٠٠

في البداية كل عام و حضراتكم بخير و سلام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ٠

 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ٠٠

عندما نتأمل تلك الآيات الكريمة التي استوقفتني مليا حيث جمعت معاني الخير و الفضائل التي هي خلاصة الإيمان في يقين و دعوة إلى الصبر الذي هو رزق و مكسب لمكارم الأخلاق و بهذا يتحقق به منزلة الحظ العظيم كما تحثنا الآيات إلى حسن العبادة و الطاعات و العمل الصالح في مقارنة بين الحسنة و السيئة في ميزان التعامل و الاداب هكذا ٠٠

فكانت بمثابة ميثاق و منهج حياة و طوق نجاة و فوز عظيم في الدنيا و الآخرة معا ٠

فهي تقرر و تجزم لنا في مقاصد جليلة ٠٠

و قد جمعت خلاصة التفاسير التي تتلاقى في هدفها و مقاصدها و ما ترشدنا إليه دين ودنيا ٠٠

 والمعنى العام : 

يتصدر بأي كلام أحسن من هذا القرآن العظيم ، ومن أحسن قولا من الداعي إلى الله وطاعته وهو محمد صلى الله عليه وسلم ٠

وكان الحسن إذا تلا هذه الآية يقول : هذا رسول الله ، هذا حبيب الله ، هذا ولي الله ، هذا صفوة الله ، هذا خيرة الله ، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب إليه ٠

و هذه دعوة الإسلام ٠

قال الحسن : هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله . وكذا قال قيس بن أبي حازم قال : نزلت في كل مؤمن . ومعنى ” وعمل صالحا ” الصلاة بين الأذان والإقامة . وقاله أبو أمامة ، قال : صلى ركعتين بين الأذان والإقامة . 

وقال عكرمة : وعمل صالحا صلى وصام . وقال الكلبي : أدى الفرائض .

وهذا أحسنها مع اجتناب المحارم وكثرة المندوب ٠

ثم تمضي بنا الآيات إلى توضيح الخير و الشر حيث 

لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها

” هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ ” ٠

ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: 

 ” ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” ٠

أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين.

وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة.

( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ٠

أي: كأنه قريب شفيق.

 

( وَمَا يُلَقَّاهَا ) أي: وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة ( إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا ) نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟!

فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله، لا يفيده شيئًا، ولا يزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه، ليس بواضع قدره، بل من تواضع للّه رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك، متلذذًا مستحليًا له.

” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ” ٠

لكونها من خصال خواص الخلق، التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، التي هي من أكبر خصال مكارم الأخلاق.

و على الله قصد السبيل ٠

حديث الجمعة ٠٠!!

حديث الجمعة ٠٠!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *