حديث الصباح
حديث الصباح
أشرف عمر
التحصين بالدعاء في السفر
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
*{ مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ }.*
رَوَاهُ مُسْلِم.
*شرح الحديث:*
اللهُ وَحْدَه هو الَّذي يَعصِمُ مِن كلِّ شَرٍّ، وكلُّ مَن سِوى اللهِ تَعالَى لا يَملِكُ لنَفْسِه ولا لغَيرِه نَفعًا ولا ضَرًّا.
وفي هَذَا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَقولُه المسْلمُ مِنَ الذِّكْرِ إذا كان مُسافرًا ونَزلَ مَكانًا للرَّاحةِ ونحْوِها، فيَدْعو اللهَ بهذا الدُّعاءِ: «أَعوذُ بِكلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ»، أي: أعتَصِمُ بكَلِماتِ اللهِ الكامِلةِ في فَضلِها وبَركتِها ونَفعِها الَّتي لا يَدخُلُها نَقصٌ ولا عَيبٌ كَما يَدخُلُ كَلامَ البَشَرِ، فهي النَّافعاتُ الشَّافياتُ بإذنِ اللهِ، وقد قِيل: كَلِماتُ اللهِ هي أسماؤُه وصِفاتُه، وقيل: هي القرآنُ. وقيلَ: هي جَميعُ ما أنزَلَه على أنبيائِه، «مِن شَرِّ ما خَلَق» أي: مِن الدَّوابِّ والحيواناتِ الَّتي يَقَعُ منها الأذى والضَّررُ، وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ هذا الدُّعاءَ يَحفَظُ صاحبَه حتَّى إنَّه لا يَضُرُّه شَيءٌ مِنَ المَخلوقاتِ حتَّى يَرتَحِلَ ويَنتَقِلَ مِن مَنزِلِه ذلك، فتَعَوُّذُه يَتناولُ مُدَّةَ مَقامِه فيهِ.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.
حديث الصباح