منوعات
أخر الأخبار

حرية الافكار والمعتقدات

جريدة موطني

حرية الافكار والمعتقدات

بقلمي زينب كاظم 

حرية الافكار والمعتقدات

هناك موضوع مهم سنسلط الضوء عليه في هذا المقال الا وهو احترام مقدسات وطقوس ومعتقدات ورموز الاخرين الدينية ولربما يؤخذ علينا كثرة الكتابة عن ذلك

لكن الله يشهد القصد من كل هذه المقالات هو توعية الناس وتوجيههم وارشادهم لطريق صحيح لربما هم يغفلون عنه او لا يولوه اهمية او يجهلونه ليصل بلدنا الى ارقى مكانة في العالم

كما عهدناه منذ عصور وقرون لأنه هذه الامور واللهو فيها مضيعة للوقت وتضييق لحريات الاخرين 

بالاضافةالى انها تثير الحساسية والنعرات والتناحرات الطائفية والفكرية والاجتماعية

لذلك الابتعاد عنها بطريقة حضارية راقية يحل الكثير من ذلك .
والوصول لدرجة من السمو والعقلانية في هذا الامر سهل جدا مجرد ان نترك الاخرين يمارسون حرياتهم بكل شفافية

فمن اراد ان يمارس طقوسه وشعائره الحسينية يمارسها بدون ان نضيق عليه ونحرجه ونسأله ،

ومن اراد ان يحتفل بعيد رأس السنة الميلادية يحتفل دون تدخل او اساءة.

ومن اراد ان يحتفل في اعياد نوروز او زكريا او غيرها وغيرها يحتفل او يمارس طقوسه التي يختارها بكل اريحية ,

ففي كل دساتير الدول الديمقراطية هناك فقرة تنص على احترام طقوس ومعتقدات وديانات الناس

طالما هذه الطقوس مسالمة ولا تسئ لاحد لأنها جزء من حريات الاخرين ,

لكن في دول العالم الثالث للاسف تكتب في الدساتير ولا تطبق اطلاقا لأن الناس اولا وليس الحكومات

هم من يتدخلوا ببعض وينتقصون من بعض ويسيؤون لبعض مع شديد الاسف بطرق مختلفة

وهذا ان دل على شئ فيدل على قلة وعي وادراك وجهل رغم ان فاعلها احيانا يكون دارس دراسة اكاديمية لكن وعيه وثقافته تجاه هذه الامور يكون محدودا

فمثلا يعطي نصائح للاخرين هم في غنى عنها وللعلم ان المعلومة اصبحت في متناول الجميع

بفضل انتشار التطبيقات المختلفة والسوشيال ميديا والفيديوات واصبح الناس يعرفون الخطأ والصح الى حد ما

لذلك لا داعي للتدخل ببعض او اسداء النصائح في غير موضعها او دون طلبها ففي الاتيكيتات والبروتوكولات العالمية هناك مجموعة من الامور لا يجوز لنا ان نتدخل فيها على رأسها

اولا

عدم التدخل بخيارات الانسان بالحياة مثلا زواجه من عدمه او دراسته او انجابه لأنه هذه الامور شخصية جدا ومن العيب التدخل فيها

مالم يتحدث هو عنها شخصيا والامر الاخر عدم التدخل بطقوس الانسان وعاداته ومعتقداته فهذا الشئ عيب جدا ولا يعكس رقي وسمو وثقافة اطلاقا

لأنه بكل بساطة ان نمط تفكير كل انسان وبيئته ومعتقداته تختلف عن الاخر خاصة طريقة التفكير لأنه البشر يختلفون حتى ببصمات الاصابع بل حتى التواءم يختلفون في ذلك

فكيف لنمط التفكير ان يتشابه هذا مستحيل لذلك مهما كان الانسان اريحيا وروحه رياضية ومرحا ويتحدث في كل الامور ويتشارك فيها مع غيره الا معتقداته يتشنج ويتغير ويتعصب بمجرد ان يفتح معه هذا الموضوع

لأنها خصوصيته والف خط احمر تحت كلمة خصوصيته ففي السابق كان الناس يجهلون الكثير من الامور بحكم نمط الحياة البسيطة

لكن الان اصبحت المعلومات سهلة الحصول لذلك لا داعي للضغط على الناس بهكذا امور فنحن بذلك نخسر اصدقاءنا واهلنا وناسنا فترك الناس بحرياتهم امر مهم جدا جدا

لكي يسير مركب الحياة بهدوء وسلام ,فأنت يامن تنتقد الشعائر الحسينية مثلا او الطقوس المختلفة التي يمارسها الناس في ذكرى استشهاد ال البيت عليهم السلام

كالمشي سيرا على الاقدام او اللطم والطبخ وغيرها او حتى قد تكون رأيت اناس تميل حركاتهم للجهل كالمشي على النار او ادماء الرأس والجسد او غيرها

اسأل نفسك هل انت كامل ؟وهل انت مثقف وواعي بما فيه الكفاية؟والسؤال الاكثر اهمية انت شخصيا

هل قدمت انجاز معين لتوعية الناس مثلا كتبت كتاب ووزعته فيه الكثير من الايات القرانية والاحاديث النبوية والحكم والمقولات والاراء السديدة التي يشم الناس رقيها وطيبها ما بين السطور لغرض التوعية وليس الاساءة

‘وهل كتبت سلسلة مقالات توعوية تدل على النضوج الفكري ونشرتها في المواقع المختلفة ليستنير فيها الناس ؟

وهل فتحت بيج في تطبيق ما ونشرت فيديوات هادفة ومنصفة وراقية من شيوخ ورجال دين افاضل ومثقفين ومعتدلين تغني وتثري معلومات الناس بدون ان تستهدفهم وتؤذيهم وتستفزهم ؟

اذا كنت لم تفعل كل ذلك اترك الناس لحرياتهم وطقوسهم ووعي نفسك واحضر حلقات علمية وادبية ودينية فأنت بذلك سترى نفسك وسط بحر من العلم والدين

وسوف تنشغل عن الاخرين بتطوير ذلك ولن تجد وقتا للنقد اطلاقا فالانسان الفارغ الذي لا يعمل او رأسه خال من العلم والثقافة وغير المدرك هو من يسب ويشتم وينتقد ويؤذي

لأنه بلا ادراك او وعي اما الانسان الناضج فاطلاقا لا يؤذي الاخرين او يستفزهم او يتدخل فيهم ,وللعلم

ليس كما يصدر للاعلام وينشر على وسائل التواصل او في القنوات التلفزيونية هو صحيحا فمثلا هناك جهات مغرضة تصنع رأس الحسين عليه السلام من طين وتجلب عربات

وتمارس طقوسا جاهلة فقط بهدف الاساءة للطقوس والشعائر الحسينية ولشخصية الحسين عليه السلام ولتبعد الرسالة الحسينية عن هدفها السامي وبات الغالبية يعرفون ذلك .

اما عيد نوروز مثلا فهو عيد متعارف عليه وهو دخول الدنيا

اي بداية سنة ربيعية جديدة وفيها نقرأ القران ونضع الحناء على اليد ونضع مبلغ مالي بسيط لنتصدق به فيما بعد ونستمع لأنشودات دينية ونسلق البيض

ونكتب عليه اسماءنا بقلم الحمرة ونضع خضار مثلا نبات الياس وبعض المواد الغذائية البيضاء في الصينية لتدخل الدنيا على الصينية

ومن ثم نستخدم هذه المواد الغذائية ونأكلها متبركين فيها وهذه معتقدات قديمة علمونا عليها اجدادنا وجداتنا وان كانت لا تنفع كما يدعي المؤذون والمتطرفون فهي لا تضر.

اما عيد رأس السنة الميلادية فهو الاحتفال بذكرى ولادة نبي وهو النبي عيسى عليه السلام والانبياء لكل الناس ودوما كان نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم

عندما يذكر النبي عيسى عليه السلام يقول اخي عيسى لكن للاسف هناك من يدعي انه عيد الكفار من المتعصبين والديانة المسيحية توحد الله

وعندهم نبي وهو النبي عيسى عليه السلام وللعلم الكثير من المراجع الدينية حللت الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ضمن المعقول وضمن احترام ديننا واحترام ارواح الناس والقصد عدم شرب الخمر مثلا

وعدم رمي العيارات النارية التي قد تودي بحياة الناس والاطفال .

اما عيد الحب فقط كتبنا مقالا سابقا عن ذلك وتتضارب الاراء حوله فهناك من يقول هو ذكرى اعدام قس مظلوم يدعى فالنتاين

اعدم ظلما لأسباب تتضارب الاراء حولها كذلك وهناك من يقول انه عيد للكفار كذلك لكن رأينا هو ان نتبرأ من اي عيد كافر في داخل نوايانا ونجعله يوما للحب 

حرية الافكار والمعتقدات

والحب ليس فقط ما يجمع عاشقين بل هو حب الام والاب والابناء والوطن بل وحتى الشهداء الشباب وغيرهم الذين لبوا نداء وطنهم واستشدوا نبعث لارواحهم الحب والسلام

واللون الاحمر لون دافئ وجميل لا ضير ان نرتديه لجلب الحب الى حياتنا

لكن قد يراه البعض انه غير مناسب لديننا ومعتقداتنا فهناك عيد حب اسمى وارقى واجمل في ديننا الاسلامي الحنيف وهو زواج علي وفاطمة عليهما السلام زواج النور من النور

وهل يوجد قصة حب او ذكرى حب اجمل وارق منها .
وكذلك هناك طقوس يمارسها المسلمون مثل عيد زكريا وغيره وهم احرار طالما لم يتعدوا على حدود حريات الاخرين .
نصيحتنا في اخر المقال هي للناس الذين يسيؤون الى شخصية الحسين عليه السلام مثلا بصورة غير مباشرة

ويحرضون على العنف على وسائل التواصل بحجة ان من هم ضمن قائمة اصدقاءهم نفس نمط تفكيرهم

وهذا شئ خاطئ فعندما تكتب على صفحتك في الفيس بوك في بداية محرم الحرام ان عبادة الاصنام التي تركناها منذ اكثر من الف واربعمائة سنة قد عادت

لأن الناس ستبدأ تمارس طقوسها هذه جريمة بحق الحسين عليه السلام وهذا كفر واضح وصريح فالحسين ليس اصناما

بل هو منارة العالم وهو رمز الايثار والعطاء والتضحية والصبر والناس من حقها تذكره وتحزن عليه بطريقتها وطقوسها وليس من حقك ان تتدخل اطلاقا

واخيرا,الشئ الاخر لا تتضجر امام اولادك من الطقوس الحسينية او ذكرى استشهاد احد الائمة عليهم السلام

عندما تغلق الطرق او تذهب الناس سيرا على الاقدام لأحد الاضرحة فأنت بذلك تبذر بذور الحقد داخل ابنك او بنتك وربما تخلق انسان متطرف جاهل متعصب يكره اخوته من المذهب الاخر

وقد ينقل فكره المتشدد الى اصدقاءه ومعارفه وربما يفتح بيج او موقع يحارب الناس ويبث سموما دون علمك

والشعائر الدينية لها اوقات معينة وليس طيل ايام السنة لذلك لا داعي للتحجج والتبجح والاساءة والتهجم .
كذلك ننصح بأن يتوعى الناس اكثر ولا يكونوا منغلقين على انفسهم

فمثلا هناك من يمتنع عن قراءة كتاب كتبه انسان او عالم ايراني او سعودي او غيره بناء على موروثات خاطئة تكره الاخر بناء على انتماءه او دولته لكن في الحقيقة

نحن نلتهم ونقرأ كلما نراه يثرينا ويعطينا معلومات هادفة تبني وتصنع اناس اسوياء ومحبين لبعضهم مهما كانت جنسية او قومية الكاتب .
ويجب ان يكون الناس معتدلين وبعيدين عن التعصب والا يتفننوا بالاتيان باحاديث نبوية وغيره تمنع الناس من ممارسة معتقداتها

لأنه كما اشرت المعلومات في متناول الجميع لذلك اتركوا الناس احرارا فيما يمارسون والانسان غير المقتنع مثلا بأحد الطقوس

او الاحتفالات ويقول ان الديانات الاخرى لا يحتفلوا معنا وان المسلمين لهم عيدين فقط هما عيدي الفطر والاضحى فهذا شئ يخصه ومن حقه الا يحتفل لكن بنفس الوقت

يجب الا يضع سكينته على رقاب الناس ويمنعهم ويؤذيهم ويستدرجهم .

وللعلم ان الانسان المثقف الذي يريد ان يكون محبوبا من الجميع وفي كل مجلس يكون فيه يجب ان يستخدم جملة هذا رأيي قد اصيب وقد اخطئ قبل ان يبدأ بالحديث

,الا بالعقيدة فلا يمكن ان نقول قد نصيب وقد نخطئ فهذه قناعاتنا وديننا ونهجنا وثقافتنا فمن الخطأ ان نقول هذا عن عقائدنا ,كذلك المعتقدات مقدسة لا تبرر ولا يسأل عنها

لأن ذلك ليس اخلاقا حميدة ولا اتيكيت كما وضحنا .

اما عن تجربتي الشخصية فأنا كنت قد وصلت ومنذ زمن طويل الى هذه الثقافة الراقية

وهي عدم التدخل بقناعات الناس لكن بنسبة 80بالمئة فأحيانا تدفعني لباقتي ومعلوماتي الدينية الى توضيح بعض الحقائق للناس بالمجالس او عندما يفتح حديث مع احد بهدف اثراء معلومات الناس

كوني اقرأ كثيرا وبحكم البيئة التي تربيت فيها وهي كربلاء المقدسة 

لكن رأيت ان المقابل احيانا يكون فكره محدود ويتصور انني اريد ان اجره لطريق لا يريده او افرض افكاري عليه 

حرية الافكار والمعتقدات

لذلك اكتفيت بكتابة المقالات ولم ولن اتدخل بأحد منذ مدة ليست بالقليلة .

كذلك عندي تجربة اخرى قبل فترة هناك احد الاصدقاء شبه هاجمني على الخاص لمجرد انني احتفلت بأعياد نوروز

ووضح انه عيد مجوسي عندما كانوا يعبدون النار وانني صرت منهم وانه لا يحتفل حتى بعيد رأس السنة لأن الاخرين لا يحتفلوا بأعيادنا وغيرها وغيرها بكل وحشية وهمجية واعطاني محاضرة انا في غنى عنها

وانني كأي انسان من دم ولحم ولا ارضى احد يتدخل بطقوسي ومعتقداتي واتوتر واتضايق حالي حال الجميع لذلك تم حظره

,فمن قال لك انهم لا يحتفلون معنا كل واحد وخصوصيته وكيف سمحت لنفسك تتدخل بغيرك ان كنت ترى نفسك صح

لسانهذا لا يعني الاخر خطأ فلا داعي للغرور ولاداعي ان تحبس نفسك داخل افكارك المتشددة والمتعصبة
انت لا تحتفل ولا تمارس هذه الطقوس لكن اترك غيرك حر .
فمتى نصل الى هذه الثقافة التى وصلت لها كل الدول فهم يحترمون طقوس بعضهم رغم ان بعض هذه الطقوس مثيرة للسخرية وبعضها مقززة وبعضها دموية وقاسيه.

نسأل الله تمام العقل والفكر السديد للجميع .   

حرية الافكار والمعتقدات حرية الافكار والمعتقدات

 

حرية الافكار والمعتقدات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار