اخبار مصرادب وثقافة

حطم المرآه

جريدة موطني

حطم المرآة

كتب: محمد كمال قريش

– تظل لا تبالي بأمر الوحدة التي أنت فيها، إلى أن ترى السعادة البادية في عيون المحبين.

– لا أحد يحب فينا تقلباتنا، الرياح العاصفة التي حولتنا لها المواقف والتجارب، إنهم يحبوننا ونحن نسيم هادئ فقط.. لذلك، َمن لم يصمد أمام تياري المدمر الغاضب ويحاول إخماده أو التعايش معه، لن ينعم بنسيمي الدافئ الهادئ.

– إذا تخليت عن مبادئك ستصل للكثيرين. لكن تذكر؛ الكثيرون دائمًا على خطأ.

– خرج وترك لافتة على الباب مكتوب عليها “سأعود قريبًا” فخدع بذلك الأشباح، التي ظلت تحوم حول منزله المهجور عشرات الأعوام من دون أن تجسر على الدخول.. بينما تسلل أحد البشر خلسة ونهب كل شيء فيه.

– كان يعرف أن أحد الأعمدة الرئيسة التي تمنع انهيار البيت آيل للسقوط، وكان مندهشًا أشد الاندهاش لتماسكه مع ذلك. وفي اليوم الذي انهار البيت فيه، كانت دهشته لا توصف؛ فلقد رأى العامود صامدًا كما هو. فكر قليلاً، ثم هرع إلى ركن الفناء المشمس الذي تقضي فيه والدته النهار.. فوجدها ميتة.

– وهرع يعدو فاتحًا ذراعيه لاحتضان أول من يقابله، فقد فاق الحزن طاقته، ولأن ليس له أحد، احتضن شجرة على جانب الطريق كانت قد جفت أوراقها من العطش. وما هي إلّا دقائق ونضرت واخضوضرت من غزارة دمعه، فابتسم.. أخيرًا نفع الحزن في شيء.

– إن لم تتخل الشجرة عن أوراقها الجافة، ما اخضرت أبدًا.. بعض التخلي يُنقذ.

– أقترح على رجال الشرطة، عندما يهموا باستنطاق متهم، أن يدعوه لليل.. فإنه خبير تعذيب.

– بابتسامة مصطنعة، رافق صديقه الوحيد إلى محطة القطار ليغادره للأبد، أعجبت به موظفة التذاكر وانتظرت عودته لتحدثه. وأثناء عودته، كان الحزن قد بدل ملامحه.. فلم تتعرف عليه.

– في مرحلة ما من العلاقة، تتبدل لديك أسباب الحب، من إعجاب بالشكل والأسلوب، إلى انتماء وخوف. حينما تتيقن أنك تنتمي له وينتمي لك، تشعر بالخوف، لا من الفراق فحسب، وأنما من أن شيء يحزنه.. وهذه أعلى درجات الحب.

– بعدما تجاوز الخمسين من عمره، صار كلما نظر لوجهه المتجعد في المرآة، طرق الماضي بابه وأهداه ذكرى جميلة، ولأن الهدايا كانت جميلة جدًا لدرجة لم يتحملها قلبه الهش.. حطم المرآة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار