حقيقة في دقيقة
[contact-form][contact-field label=”الاسم” type=”name” required=”true” /][contact-field label=”البريد الإلكتروني” type=”email” required=”true” /][contact-field label=”الموقع” type=”url” /][contact-field label=”رسالة” type=”textarea” /][/contact-form]
بقلم: هبة المنزلاوي
حقيقة في دقيقة
أعيش اليوم بينكم ، وأتقاسم معكم اللحظات بمختلف ألوانها ، تسعدني القلوب الطيبة التي أدركت أن الحياة رحلة ستنتهي يوما ما ، ونحن ضيوف نزلنا بها؛ لنؤدي المهمة التي كلفنا الله بها ،
ثم نسأل عما فعلنا فيها ، لا يُقاس العمر بعدد الأعوام وإنما بنوع الأعمال التي أفنيت فيها حياتك ، أكنز ما شئت منها ، فغدا مأواك التراب ، كل الأشياء التي نتصارع عليها لا تساوي قيد أنملة ،
ونحن بين يدي الرحمن ، كل روح نودعها اليوم ، كنا نسمع صوت خطواتها بالأمس ، فمادام حزن ولا فرح دنيوي ، ذهبت الناس بضحكاتها ودموعها ، ولم يبق إلا ذكراها ، محظوظ من كانت ذكراه معطرة بالود والنبل ،
وجبر قلبا في ظلمته وأنار درب متألم في حسرته، فمهما طال العمر سيأتي ذلك اليوم لا أعلم متى سأفارقكم ولكن حتما سأسابق الزمان حتى أتم مهمتي بإتقان ، أعطاني الله قلم حر أخاطبكم به،، فلن أتركه حتى تصل كلماته إليكم وأكتب به ما يرضي ضميري ،
سأهزم به غرور الباطل ليعلو صوت الحق فوق رأس الإنسانية كلها ، ربما لا أستطيع تغيير الواقع و لكن يكفيني ألا أسير في قطيع الجهلاء ، وأعتدي بقلمي على حقوق الضعفاء .
فالكلمة الحرة إن لم تؤتِ ثمارها المادية، كانت سلاحا يبدد أحلام الظلم والطغيان ، و ستظل صرختها مدوية في آذان الناس ، كل إنسان منا مسئول عن ثغره ، فكن مبدعا في إدارة ثغرك ، واعلم أن الناس لو نسيت ملامحك ،لن تنسى ما صنعته للدفاع عن حلمك ،
فأنت خلقت لأداء رسالة، تنفع بها نفسك و غيرك و تدل على وجودك ، فاثبت أنك حي ، فإن جاء أجلك ذهبت أنت
وبقي ضياءها ساطعا بين البشر، اجعل تاريخك محفزا لمن بعدك ألا يضيع عمره هباء دون أن يترك معنى جميل تردده الألسنة بعد انتهاء العمر ، ونتيجة مثمرة لرحلة كفاح ، كان شعارها ، سأحيا واقفا على ثغري وأموت في سبيله.