حوار مع الملحد
الكاتب عايد حبيب جندي الجبلي
وبماذا يعتقد الملحد ؟ يعتقد بالطبيعة وليس بمتسلمات الديانات عندما نطرح لهُ سؤالاً من الذي خلقك ؟
يرد عليك بجوابه مثل كل الكائنات في الكون فأنا كائن الآن ولدتني أمي كأي أنثى في الطبيعة وأبي كأي ذكر ، وهنا تسلمنا الطبيعة للحياة حتى وقتنا الحالي ونشأت المعمورة البشرية علي هذا الأساس في طبيعة الحياة المسلَّمة للكائنات من ملايين السنين قبل الديانات فسأله السائل : من خلق الأرض والسماء وآدم ؟ قال بهدوء أعصاب : خرج آدم فوجد الكون هكذا .. فالملحد طرح سؤالاً لسائله قائلاً : من خلق ألله ؟ قال السائل : لم ترد في الكتب السماوية إجابة علي هذا السؤال .. فأنا لا أستطيع الرد عليك في هذا السؤال ، فقال الملحد لسائله : و أنا لا أستطيع أن أرد على سؤالك ” من خلق أدم ” فقال السائل للملحد : أنا أعطيكَ شواهد بأنهُ الله موجود فعلي سبيل المثال معجزات الأنبياء ، فقال الملحد لسائله : لماذا الشرور في الكون ألم يكن أولى بأن يخرج المعجزات للبشر وأن ينهي المشاجرات بين الشعوب .. ولماذا ترك الشعوب تتناحر مع بعضها البعض منذ تكوين الخليقة ؛ وصراعات لا تنتهي ألم يكن بالأحرى أن يهبَ المعجزات لخليقته ويقضي علي الصراعات البشرية ؟ قال المتسائل للملحد : الله يريد أن يميز عبيده الصالحين من الطالحين .. ولذلك يسمح للحروب وعلي سبيل الذكر قالَ الله في تنبأته عن حروب الكون فمن خلال الحروب ينفذ البشر كلام ألله تلقائياً دونما يدرون فالله لديه حكمة في خلقه ، فقامَ الملحد فى صمت … وقال لسائله سأعد الأسئلة مرة ثأنية ــ وذهب الملحد من جوار المتسائل فهنا استنتج المتسائل من خلال سياق حديثه مع الملحد بأن هذا الرجل يريد الله شيئاً ملموساً ومرئياً كالآلهة الكونية ولا يريد المسلمات الطبيعية .. كالنسيج المجتمعي الحالي ، وهذه الظاهرة استخرجها الملحدون من الفكر الفلسفة الغربية وفي العصور الماضية لم يخرج المجتمع الشرقي أحدا بهذا الفكر ولم نرها إلا فى عصورنا هذه
فقد امتد هذا الفكر الإلحادي إلي مجتمعنا الشرقي فإن لم يجد ردوداً منطقية وعقلانية ترد على كل ما يدور في زهون شبابنا سيتطور هذا الفكر ليصبح مثله مثل الديانات السماوية في انتشارها المنشقة لذاتها ويسود هذا الفكر ويتأثر به شبابنا تدريجياً في المستقبل ، فيتمحور هذا النقاش من متخصصين سابقين من الملحدين في النقاش ، فيكون ذو خبرة في العقيدة الإلحادية .. وليس من رجال الدين لأن الملحدين قد غاصوا في هذه التجربة … ولذلك هم يعرفون كيفية التحاور في صلب الموضوع ، أما رجل الدين تخصصهم الدين السماوي في نقاشه فقط ، هذه ظاهرة انتشرت في نطاق واسع وأصبح كائناً ملموساً علي أرض الواقع ، قال سقراط عندما يوجد لك دليلاً في شيء ما فاتبعه ولا تتردد ، بل نحن نتابعه علاجياً بالحوار المنطقي الفلسفي القائم عليه الملحدون ، فالإلحاد مأخوذ من الفلسفة الغربية ، وهذا قد يتحارب بالعلم سواء أكان بيولوجيا أو جيولوجيا أو كونيا أو طبيعيا ومنطقياً ، فأنت تناقش فكر من الأفكار الغربية المعتمدة علي الكون والطبيعة والعلم المنكرة لوجود الديانات فهذه الظاهرة من الصعب النقاش فيها ؛ لو لم تكن ملما بجميع ما يتحدثون به فتعجز أمامهم عن إقناعهم .. ولا نضحك على أنفسنا ونرمي المسئولية علي الفقر .. وتتكاسل المجتمعات عن ردهم ونتهمهم بالسذاجة والجنون والتفاهة فلا يخلو الملحد من ثقافة وعقل راجح وصله لهذا الفكر .. فقد يكون هذا نتيجة لعدم الرد علي أسئلته ، فإن لم يتوفر الرد المقنع ستزدهر هذه الظاهرة تدريجيا فتصبح كالخلايا السرطانية ويؤسسون حزبا بحق المواطنة ويزداد عدد التابعين من كل فئات الشعب المتضايقين والمكتئبين وفيما بعد نصفق كفا علي كف في الحالتين يتناقشون بالحب .
يسأل المتسائل من الملحد قال الملحد للمتسائل : لو هناك مجموعة من البشر لا دين لهم يفعلون جميع أفعال الخير فعلي سبيل المثال لا يقتلون ولا يزنون ولا يذمون ولا يكذبون وهم صادقون في كل أعمالهم وأدميتهم ولهم السبق في بعض التطورات في المجتمع من طب أو اكتشافات علمية لصالح المجتمع والبشرية مثل ” كيانو ريفز الممثل ، روان الممثل ، أديكسون في الكوميدية وأنجيلينا جولي الممثلة ، دانيال رادكليف الممثل الخيالي ” ولديك مؤمنين يفعلون كل الشرور التي علي الأرض .. فمن الأفضل عند الله ؟ المؤمن أم من لا دين له .
فرد المتسائل علي الملحد قائلاً له : المؤمن بالله ولو أخطأ وتاب فالله يقبل توبته لأنه مولود بالإيمان وبداخله الله فسرعان ما يتراجع من خطاياه … أمأ الذين لم يعرفوا الله فليس لديهم تذكير داخلي عندما يفعل الخير وهم سالكون في طبيعة الحياة مقلدون الخير والشر وليس لديهم ثوابت دينية فسرعان ما يغضبون ويتراجعون عن الخير لأنهم ليس لديهم حاجز إلاهي أو ثوابت دينية يليق أو لا يليق ، ففي فعل الشر بحسب أدمية الشخص الملحد وإنسانيته الكونية وبيئته المحيطة به .. فهو يحدد بأفعاله كان شراً أو خيراً ، فقال الملحد للمتسائل : من المؤسف في مجتمعاتنا يقولون بأن الملحد مريضاً ولم يناقشوه بمنطقية عقلانية بل نظراتكم متوجهة لنا بتعجب وابتسامة خفيفة من الأشخاص المحاورين دون أن يفكروا بفكرة مقنعة للملحد وعدم وعي المحاور وإلمامه بالأشياء التي يتبناها الملحد والشيء المقتنع به الملحد مثل مقال آينشتاين ( رافضاً فكرة الأديان الإبراهيمية عن الإله الذي يثيب ويعاقب بالجنة أو النار للأبد ؛ وذلك لإيمانه الشديد بمبدأ الحتمية ورفضه فكرة الإرادة الحرة . فكيف لإلهٍ أن يعاقب مخلوقاته على أفعالٍ اقترفوها مدفوعين بحتمية داخلية وخارجية ؛ أفعالٌ هي في الحقيقة مقدّرةٌ من الإله ذاته الذي سيعاقبهم عليها . كما كان يرى الأخلاق صناعةً بشرية ، وكان ينتقد الملحدين بشكل كبير جدا ، وفي نظره أن الملحدين هم أشخاصٌ قد عانوا بشكلٍ كبيرٍ خلال تحررهم من قيود الدين وأصبح عندهم غضب شديد من كل ما يمتُّ له بصلة ، ويشبّههم بالعبيد الذين ما زالوا يشعرون بأثقال قيودهم حتى بعد أن تحرروا منها ، وأنهم لا يستمتعون بموسيقى السماوات ، ولا مشاهدة التناغم في الكون ) هذا هو رأيي مثل ما قال أينشتاين قال المتسائل للملحد عزيزي الملحد أنت شيءٌ ملموس علي الأرض ومحدودٌ عند ما ترى الله أنت أو أنا في مكان ما فالله يصبح غير محدود فيبقي مثله مثل الآلهة الأرضية ويبقي محدود الرؤية ولا يصلح أن يكون إلهً إلا في مكانه الذي هو فيه ، عزيزي الملحد قال الرب لا تجرب الرب إلهك ، وقال لموسي يا موسي مستحيل أن يراني أحد ويعيش علي الأرض وهذا هو الله الغير محدود .
الكتاب المقدس
قال الملحد للمتسائل إن الله خلق الأرض والسماء وفصل النور من الظلمة هذا شيء جميل ، هل الأرض كانت والسماء موجودة وفصلها أم خلقهم وبعد ذلك فصلهم عن بعضهم بعضاً ؟ أنا سوف أحدثك من الكتاب المقدس قال الرب في سفر التكوين :
1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ” كَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً ، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاه3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ.
5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.
6 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ».
7 فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ.
8 وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.
9 وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذلِكَ.
10 وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
11 وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ.
12 فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.
14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ.
15 وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ.
16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ.
17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ،
18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.
20 وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ».
21 فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
22 وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ».
23 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
24 وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ.
25 فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
29 وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.
30 وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ.
31 وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
——————-
هذا هو مفهوم تكوين
صديقي الملحد هذا هو مفهوم تكوين الكون لم ولن يصل العقل البشري لمفاهيم خلقية كونية غير هذا القول عندما تصل لما قبل تكوين الكون فالعقل البشري يعجز عن إعجازه التكويني و كيف خلق الله من عدم فبعض الأسرار الكونية يعرفها العلماء وبعضها ما زال حتى الآن لم يعرفها العلماء وسرها عند الله في تعقيدها الكوني أنظر للشمس كيف تضيء بنورها والعلماء يتحدثون عن نظريات لم يعرفوا ما بداخل الشمس تفصيليا ، هل بقوة الإنسان وعلمه يثبت أن الكون على طبيعته كائن حتى الآن أو يمنع تصادم الكواكب ؟ هل يمنع البراكين من انفجارها ؟ هل يصنع كوكبا ويضعهُ في السماء ويبقي ثابتاً مثلما فعل الله في خلقهِ ؟ هل يستطيع أن يمنع النجوم أن تتساقط ؟ قال الملحد: عزيزي المتسائل علي المهل فالإنسان بالفعل يستطيع أن يفعل أشياء ، ولكن هناك أشياء ليس بمقدوره أن يفعلها ، مثل الأشياء التي قد ذكرتها فهي تستحق البحث بالفعل وهذا إعجاز علمي يستحق التفكير ومراجعة الآراء ، لكن الآن ما قد توصل إليه الإنسان يفوق العقل فعلي
يقول المتسائل للملحد
سبيل المثال الإنسان الآلي يتحدث .. ويصنع الكثير من المصنوعات الذكية التي نستخدمها في يومياتنا ، يقول المتسائل للملحد : نعم أنا معك في تطور الحياة من التكنولوجيا الإنسانية .. لكن هل يستطيع الإنسان خلق إنسان يتميز بالأحاسيس والشعور ؟ وهل الإنسان يحيي ميتاً لهُ أربعة أيام ؟ فهل يستطيع الإنسان فعل كل هذا ؟ بالطبع لا .. فهنا الإنسان يعجز عن مقاصد الله في خلقه علي سبيل المثال أشكالنا لم تكن متشابهة بعضنا مثل بعض .. بل يختلف كل شخص عن الآخر ومن النادر أن يكون شخص يشبه الآخر وهذا سر الله في الخلق ، من الذي يهب الموهبة للإنسان غير الله ! من يعطي
صديقي المتسائل
الذكاء في عقل الشخص الموهوب غير الله ! صديقي المتسائل هذه العقول جينات وراثية من الأب والأم ، صديقي الملحد مفاهيمك خطأ .. فلماذا أنت علي سبيل المثال لم تشبه أخيك في الذكاء والتنوير العقلي فيكون مثلك في تفوق الدراسة .. ففيه من لا يتفوق فيها ويخرج الإنسان بنتيجة تقيم قوة ذكاء الإنسان من الآخر مثل أينشتاين ومثل أحمد زويل ونجيب محفوظ هؤلاء مميزون عن عقول الآخرين .. فمن أعطى هذه العقول الطبيعة أم الجينات الوراثية .. لا هذا ولا ذاك بل الموهبة منحة الله لهم فلولا ذلك لكان العالم كله أصبح أينشتاين وأحمد زويل ونجيب محفوظ فالطبيعة لا تخلق لك إلا غذاؤك اليومي من أجل الحياة وهذه المعلومة قالها الله لآدم تأكل خبزك بعرق جبينك والأرض تخرج لكَ حسكاً وعشباً فهل يستطيع الإنسان أن يخرج ثمراً من غير الأرض والثمرة تطرح بذور والبذور تطحن ثم تعجن وتسير خبزاً ؟ قال الملحد : نعم سيدي المتسائل الإنسان دمج الثمرتين في ثمرة واحدة وطعمين طعم واحد .. ألم يكن هذا صنع الإنسان ؟ قال المتسائل
: نعم صديقي الملحد صدقت فيما قلت الآن .. لكن ما قد طرحته في حديثك يسمى اكتشافات وليس خلق بل هو مجرد صدفة قام بلصق جزعين من شجرتين ما كتجربة وتركهما بضعة شهور وأثمرت الشجرة وأخرجت هذا الطعم وفيما بعد اعتمدت الفكرة وأصبحت فكرة معتمدة .. مثلما اكتشف إسحاق نيوتن الجاذبية الأرضية بمحض الصدفة وليس خلق من الإنسان الجاذبية الأرضية ولا الشجرة التي دمجها المكتشف بل كل هذا
قال الملحد للمتسائل
يسمى اكتشافات علمية ، قال الملحد للمتسائل : يا صديقي ألم تسمع عن الاستنساخ من النعجة جولي ونسخ نعجتين وإخراجهم نسخة واحدة .. ألم يكن هذا صنع الإنسان ؟ .. وأنت تقول في سياقك المسبق عن شبه الإنسان لم يكن له شبيه إلا من النادر أن يشبه لأخيه الإنسان ، والإنسان توصل لعلم النسخ وينسخ لك إنسان يشبه لك بالضبط ، قال المتسائل للملحد : يا صديقي هذه جينات منقولة من كائن موجود علي الأرض والعلماء أخذوا الجينات الوراثية ودمجوها مع بعضها البعض ووضعوها في كائن مؤنث وهذا الكائن يعيش علي الأرض ولم يخلق العلماء كائنات بل مثلما اكتشف الشجرة التي تحتوي علي طعم واحد وهي طعمين من نوعين مختلفين بعضهم بعضاً فهما كانا كائن موجود قبل النسخ .. فكيف نستطيع أن نقول أن العلماء خلقوا ؟ لا صديقي الملحد لم يستطع العلماء أن يخلقوا كائن من لحم ودم يأكل ويشرب من ذاته العلمي وينجب ويخرج كائنات علي كوكبنا الحالي ولا يستطيع العلماء أن يزيد عن قامته شبراً هاهم العلماء صنعوا الإنسان الآلي .. فهل يمد فكره من ذاته أم من حاسوب آلي وكذلك النسخ هل هم نسخوا من طين أم زرعوا في كائن يسير علي الأرض بدمج الكائنات بعضها البعض
صديقي المتسائل سأطرح عليك سؤالاً فلتجيب عنه بدون فلسفة كي لا يطول فهمه لنخرجُ بنتيجة مقنعة : لماذا الله مستسلم بالديانات منذ ما كلم الله آدم وتسلمت الأجيال بعد آدم ؟ ولماذا وضع الله الديانة اليهودية مؤخراً ؟ ولماذا ترك الله شعبه بدون قواعد دينية مثلما هو الآن ؟ ولماذا نحن لم نسير علي منهج أبناء آدم بغير ديانات ؟ ولماذا قيدنا الله الآن بالديانات ووضع لها أسس معقدة ؟ نعم صديقي الملحد أنت طرحت
، فقابيل اختار الخطية
أسئلة كثيرة ، وأنا لم أطل عليك الحوار إلا بالمنطق والدليل المقنع لك صديقي الملحد فأنت طرحت سؤالك : لماذا أبناء آدم مستسلمون بالديانة ، نعم أجيب لك عن هذا السؤال ففي بداية الخلق كانت صراعات الغيرة والحسد البشري عندما قتل قابيل هابيل من أجل الغيرة والحسد والحقد علي أخيه فهنا دخل الحسد للإنسان وتكونت الصراعات بين البشر منذ الخلق ومن هنا الإنسان فوضع حاجز بينه وبين الله وعاش الإنسان علي الأرض بالخطية ، فالإنسان اختار الخطية أكثر من أن يختار الله في حياته اليومية فالخطية فصلت الإنسان عن الله ، فقابيل اختار الخطية أكثر ما يختار الله ؛ ومن هنا ورَّث قابيل أبناءه عدم محبة الله وأحفاد قابيل بالمثل ورَّثوا الأجيال هذا الموروث وانشق البشر عن الله وعاشوا في انحلال أخلاقي مثل قانون الغابات يلتهم القوي الضعيف ولا قواعد للحلال والحرام وعم الزنا جميع بقاع الأرض ، فالإنسان يريد أن يسير بلا قيود سماوية ومن هنا سارت فكرة الآلهة الأرضية المصنوعة والملموسة وهكذا حتى يومنا هذا وفيه أناس يطالبون بالحرية ولا يردون المسلمات الدينية ، ومثلك صديقي الملحد أعذرني في اللفظ ودعني أضع لك
إسرائيل كانوا يعيشون