شريط الاخبار

حينما تسخر من نفسك وتكون همجي

جريدة موطني

حينما تسخر من نفسك
وتكون همجيحينما تسخر من نفسك وتكون همجي
فرج احمد فرج
باحث انثروبولوجيا
في مشهد للفنان محمد صبحي والفنانة سعاد نصر وممدوح وافي مسرحية الهمجي ..هذا العمل تنعقد فيه منافسة بين الشياطين والملائكة، حيث تقرر المجموعتين وضع آدم عبد ربه في عدد من الاختبارات واحده تلو اﻵخر للوقوف على معدنه الحقيقي وجانبي الخير والشر في داخله هذا المبدع المثقف الواعي في مسرحية الهمجي مشهده مع الرجل الضعيف وحوارهم الكوميدي يثير السخرية لحال الضعفاء والمساكين امام القوة والسلطة وتحول الحوار بين المواطنين عندما كان صبحي في موقع القوة امام الفنان الاخر وللاسف لم اعرف اسمة ليتوجب ان اذكره ” لان المشهد كمباراة بينج بونج والذي جسده هذا الرجل الضعيف بكل مقومات الضعف الجسدية والمنطق وقفت القوة امام الرجل الذي هو اضعف منه ” ويحاول ان يفتك به ” والاخر يقول له ” ما تقدرشي ” وبموازين القوة الظاهرة ان هذا الضعيف يستمد قوته بهذه العبارة امام بطش الاخر ، بما يخبئه ويعلمه مسبقا.. وتأكده ان ظهره مسنود .. وعند نقطة الحسم يظهر القوي ذي السلطة وينقلب الحال والميزان ويصبح المفتري امام القوة والسلطة – عاجزا مقهورا لاحول له ولا قوة غير تبرير افعاله – ويتأسف انه لم يعلم من كان وراءه ! – وينقلب الحوارليقول صاحب القوة والسطوة ” شوف انت بتكلم مين ؟ ” لا اي اي ولا زي زي ولما يبقي انت .. انت ..نبقي احنا اللي وقفنا وتنحنحنا واظهر سلاحة ليضرب به المقهور وفي صراعهم ينقلب الحال – ليسلبه المقهور سلاحة ويوجه مقولته له .. ده احنا احنا اللي وقفنا وماتحتحتنا .محمد صبحي ليس ممثلا ومخرجا بارع ، بل دارسا عبقريا مستمدا ثقافته من نبع اصيل وممتد من الاف السنين علي هذه الارض وله رؤية فنية مسرحية خاصة به ومدرسة تخرج منها العديد من النجوم الان ستظل مسرحياته ومسلسلاته .. تاريخا مؤرخا لفترة عصره .. عبر عنها بجرأة ودون خوف
هذه السخرية التي اضحكتنا في مسرحية الهمجي للمبدع لينين الرملي والفنان محمد صبحي وكوكبة الفنانين وكأنه كان يستقرء زمان قادم نعيش فيه الان فهو مثل المبدعين الاخرين امثال المرحوم احمد خالد توفيق في يوتوبيا الذي راي في زمن ما ابناء بلد واحده ينقسم فيها الشعب الي المقهورين والمحرومين بعد ان سلبهم الاغنياء انسانيتهم وفروا بعيدا عنهم من جهلهم ومرضهم وعشوائيتهم التي ليس لهم سببا فيها ..غير سلبياتهم واستسلامهم لكل من يمسك السلطة يفعل بهم ما يريد وكأنه يسوق قطعان من الماشية والخراف – احمد توفيق قسم المجتمع لشعب الساحل وشعب المستنقع والذي ضرب بينهم وعليهم بالاسوار حتي يظلوا في مستنقعهم وفي منأي بعيدا عن حضارة الاغنياء ..الي ان يحين اجلهم ولا يقربون تلك الاسوار وفرضدت عليهم العزلة .. بكل وسائل الحماية من بوبات عالية ومؤمنة بكاميرات من كل الفئات –ومن يقرب منها يطلقون عليهم الكلاب المسعورة وتتععقبهم قوات التدخل السريع سواء اجنبية او محلية بالقتل – حتي اصبح هؤلاء الغوغاء ملهاة للاغنياء يصطادونهم كالحيونات كما كان يفعل الرومان في سالف الازمان – والبيزنطين حتي جأهم سبارتاكوس وحررهم من قهرهم .
سبارتاكوس Spartacus هو من مصارعي الحلبة الرومانية من اصل ثراسي مع جالوس كريكسوس وانميوس وجانيكوس وكان أحد قادة ثورة العبيد في حرب الرقيق الثالثة وهي إحدى كبرى الانتفاضات التي قام بها رقيق الامبراطورية الرومانية. لايعرف الكثير عن سبارتكوس عدا ما حدث أثناء الثورة والحرب ضد الامبراطورية الرومانية .
العديد من الأعمال الفنية ترجمت ثوره سبارتكوس علي انها ثورة المستضعفين للحصول علي حريتهم ضد اقطاعيه وامبراطوريه تقوم علي استرقاق الناس واستغلالهم وكانت مصدر الهام للعديد من المفكرين السياسين وقد تم عرضها في العديد من الأعمال السينمائيه والفنيه والأدبيه وان لم يكن هناك أي سرد تاريخي من المؤرخين يذكر أن الهدف من العبيد المتمردين أو قادتهم انهاء الرق في الجمهورية الرومانية كونهم ارتكبوا العديد من الفظائع والمذابح .
في اغنية انسان العصر التي وضع كلماتها المبدع لينين الراملي ولحنها محمد هلال :” انسان العصر”
يا انسان العصر ياسيد هذا الكون عمرك بلغ مليون وامجادك .. تفوق الحصر وبعد برد وضنا وحرمان ، لبست وسكنت وشبعت وحطيت كمان برفان .
والان .. معادش لك عذر الان .. اتقدم وهات برهان .. يثبت انك بحق لم تعد حيوان وانك تستحق .. لقب انسان .
في الهمجي كان السؤال الواضح الذي طرحه لينينى الرملي ألا يعلم الإنسان منذ القدم بالوصايا التي تجمع عليها كل الأديان؟ فلماذا يسقط كلما تعرض لتجربة؟الوفيسؤال الذيفيها ييا إنسان العصر، يا سيد هذا الكون، عمرك بلغ مليون، وأمجادك.. تفوق الحصر وبعد برد، وضنا وحرمان، لبست وسكنت وشبعت وحطيت كمان برفان والآن.. معادش لك لشيطان في يدخل الملائكة والشياطين في مناظره فكريه حول سؤال: هل تقدم الإنسان حقا أم لازال همجيا كالحيوان ؟ وتشرك المسرحية المشاهد في المناظرة، فلا يملك ان يقف موقف المتفرج لأن السؤال يلح عليه طوال عرضها.
لن تمتهن إلا إذا تلهفت
ولن تحتقر إلا إذا توسلت
ولن تموت إلا إذا انبطحت أرضاً وزحفت 

حينما تسخر من نفسك وتكون همجي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار