حين بكت الأرض فخرا ووجعا كانت حرب أكتوبر
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
رحم الله شهداء أكتوبر الذين لم يسألوا عن مقابل، ولم ينتظروا شهرة أو تكريما قدموا أرواحهم فداء لترابٍ أحبوه أكثر من أنفسهم وسيبقى السادس من أكتوبر يوما خالدا في ذاكرة الوطن يوما يذكرنا أن الحرية لا تمنح بل تنتزع بالدم وأن النصر يولد من رحم الحزن وأن أم الشهيد هي أم الوطن كله.
في السادس من أكتوبر عام 1973 لم تكن الحرب مجرد معركة بالسلاح، بل كانت ملحمة بالدموع والدم بالإيمان والعزيمة بالتضحية التي كتبت تاريخ مصر بأحرف من نور.
لكن خلف كل نصر كانت هناك قلوب تنزف بصمت
كانت هناك أم تودع ابنها بابتسامةٍ تخفي وجعًا عميقًا ودمعةٍ تختبئ في زاوية العين كي لا تضعف عزيمته.
كانت هناك زوجة تُخفي خوفها على من تحب وطفل ينتظر أباه ولا يعلم أن أباه صار بطلاً بين الشهداء.
حرب أكتوبر لم تكن فقط يوم النصر بل كانت يوم الوفاء والتضحية يوم امتزجت فيه دماء الأبطال بدموع الأمهات ليُكتب على أرض سيناء أن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع.
كانت كل طلقة تروي حكاية شاب ودع أمه على عتبة البيت قائلًا: ادعيلي يا أمي النصر قريب وهي ترد بعينين دامعتين وقلب يرتجف ارجع لي يا ابني بالنصر أو لا ترجع إلا مرفوع الرأس
لكن بعضهم لم يرجع عاد صوته فقط مع الريح وعادت رائحته في ملابسٍ لم تغسل منذ وداعه الأخير. عادت ذكراه لتعيش في قلب أم ما زالت تنظر كل صباح إلى الباب كأنها تنتظر أن يُفتح في أي لحظة تنتظر ابنها الذي صار شهيدا لكنه ما زال في عينيها طفلها الصغير
تحية لكل أم مصرية صبرت واحتسبت
تحيةً لكل شهيد ارتقى ليُضيء لنا درب العزة
تحيةً لمصر التي انتصرت ودفعت ثمن النصر من قلوب أبنائها.
رحم الله شهداءنا الأبرار وجعل النصر الدائم حليف وطن لا يركع إلا لله وحدة