حين تتحدث القلوب بلا صدى
بقلم/نشأت البسيوني
في كل صباح جديد بنكتشف أن الحياة مش مجرد أيام تمر وأن الروح تتغير حتى قبل أن نشعر نحن بذلك وأن التجارب التي نمر بها تترك آثارها العميقة على الداخل قبل الخارج وأن الناس التي نظن أنها معنا في الطريق قد تكون مرشحة للرحيل في اللحظة التي نحتاجهم فيها أكثر من أي وقت آخر وعندما نقف وحدنا في صمت نفهم أن الصبر الذي استجمعناه لم يكن عبثا بل كان تدريب على
فهم قيمة الوقت وقيمة أنفسنا وأن القوة الحقيقية ليست في التحكم بالعالم بل في السيطرة على مشاعرنا وتصرفاتنا وأن كل وجع نمر به وكل دمعة نذرفها تعلمنا درساً لا ينسى وأن لحظات الوحدة تكشف معدن الإنسان وتجعله يرى بوضوح ما كان غامضاً من قبل وأن الحب الحقيقي ليس في الكلمات الجميلة بل في الأفعال التي تصنع الفرق وتجعل من الصعب أن ننساها وأن الخيانة
ليست فقط في الأفعال بل في النوايا المخفية التي تتظاهر بالصدق وأن كل تجربة نتجاوزها تبني داخلنا جلد أقوى وعقل أهدأ وروح أكثر قدرة على التحمل وأن لا أحد سيشعر بعمق وجعنا إلا نحن وأن الضحك في وجه الآخرين لا يساوي الفرح الداخلي وأن السلام النفسي لا يتحقق إلا عندما نختار الابتعاد عن كل ما يضرنا وأن الرحيل أحياناً هو الجسر للقاء ذاتنا الحقيقية وأن الأشياء الصغيرة
التي نتجاهلها تصنع فرقاً أكبر مما نتخيل وأن كل خطوة نخطوها بشجاعة تجعل الطريق أمامنا أكثر وضوحاً وأن كل شخص نقابله في حياتنا يحمل درساً حتى لو كان مريراً وأن التجارب الصعبة تعلمنا كيف نقول لا من دون خوف وكيف نحب أنفسنا من دون اعتذار وأن كل يوم نعيشه هو فرصة لإعادة ترتيب أولوياتنا واكتشاف قيمة الروح وأن القوة ليست في عدم السقوط بل في
القدرة على الوقوف من جديد والاستمرار مهما كانت العواصف وأن كل ما نخسره أحياناً هو باب لما هو أجمل وأن كل وجع يترك أثره ليعلمنا أن الحياة أعمق وأهدأ وأكثر جمالاً من أي توقع وأننا عندما نتعلم احترام حدودنا فإننا نحمي أنفسنا من كل ما لا يستحق وأن من يختار أن يكون معنا حقاً لن يرحل وأن من يرحل كان مجرد فصل انتهى وأن القلوب التي تستحقنا ستظل معنا مهما بعدت
المسافات وأن كل صباح جديد فرصة لنعيش بوعي أكبر وهدوء أعمق ورؤية أوضح وأن الحياة الحقيقية تبدأ عندما نصغي لصوتنا الداخلي ونتحرر من كل ما يكبلنا وأن كل شيء بداخلك يستحق الاهتمام وأن السعادة الحقيقية ليست في الآخرين بل في القدرة على فهم ذاتك وتقديرها وأن الرحلة مستمرة مهما طال الطريق وأن كل لحظة نعيشها تعلمنا أن نحن الجهة الوحيدة التي يمكنها أن
تمنح نفسها الحب والطمأنينة والسلام الداخلي وأن كل تجربة مهما كانت صعبة تجعلنا نكتشف جزءاً جديداً من قوتنا الداخلية وأن كل يوم هو صفحة جديدة لتسجيل قصة الحياة التي نستحق أن نعيشها بصدق وجرأة وشجاعة وأن القلب الذي يعرف قيمته لن يضيع في أي طريق وأن الروح التي تحب نفسها بصدق ستجد دائماً من يستحقها وأن كل لحظة صمت تمنحنا فرصة لإعادة ترتيب
أفكارنا ومشاعرنا ورؤيتنا للعالم وأن السعادة ليست أن تكون الحياة بلا ألم بل أن نعرف كيف نعيش مع الألم ونحول التجربة إلى دروس تمنحنا القدرة على الاستمرار وأن كل تحد نمر به يصقلنا ويجعلنا أكثر وضوحاً تجاه ما نريده وما لا نريده وأن القدرة على الوقوف أمام حياتنا بصدق هي أجمل هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا وأن كل لحظة نعيشها هي فرصة لتصبح النسخة الأفضل من ذاتنا وأن
الحياة تعلمنا أن كل ضحك حقيقي وكل دمعة صادقة وكل صبر عميق يضيف إلى روحنا قوة لا تنتهي وأنه عندما نصل إلى نهاية الطريق سنجد أن كل ما مررنا به لم يكن عبثاً بل كان البناء الحقيقي لما نحن عليه اليوم وأن كل خطوة وكل درس وكل وجع وكل فرح وكل ضحكة وكل صمت وكل كلمة وكل غياب وكل حضور وكل رحيل وكل لقاء وكل نهاية وكل بداية كلها ألوان لوحة حياتنا التي
نصنعها بأيدينا ونحميها بقلبنا ونضيئها بوعينا وأن الطريق قد لا يكون سهلاً وأن الأيام قد تحمل لنا خبايا وأوجاع غير متوقعة وأن أهم شيء هو أن نكمل المشوار ونحافظ على الروح ونختار ما ينفعنا ويقوينا ونترك كل ما يضعفنا أو يثقلنا وأننا في النهاية نحن من نصنع حياتنا ونسطر تاريخنا ونجعل كل لحظة قيمة وكل تجربة درس وكل قلب نحميه هو قوة لنا وكل اختيار نفعله هو خطوة نحو
السلام الداخلي نحو السعادة الحقيقية نحو الضوء الذي نحتاجه داخلنا لتظل قلوبنا نابضة وروحنا حية وعقلنا صافياً ووعينا حاضرا ونحن قادرون مهما واجهنا أن نعيش بصدق وأن نحب بوعي وأن نحمي ما لنا وأن نستحق الأفضل دائماً وأن نكون نحن أنفسنا بلا استثناء ولا اعتذار

