
أحمد طه عبد الشافي
ظهرت في مجتمعنا فئة لا تتقن إلا فن التشويه والخداع ولا تعرف سوى إطلاق الكلمات المسمومة التي تطعن بها سمعة الشرفاء وتشوه بها الحقائق النقية كلماتهم تشبه السهام لا توجه نحو الإصلاح ولا تنتمي للنقد البناء بل تطلق بدافع الحقد وبهدف واضح إسقاط كل من يخدم مجتمعه بضمير
إن تشويه السمعة لم يعد مجرد تصرف فردي عابر غير أخلاقي بل أصبح ظاهرة خطيرة تهدد نسيج المجتمع وتكسر ثقة الناس ببعضهم وتربك المصالح والشركات وتخلق بيئة يسودها الظلم بدل الإنصاف فالكلمة الخبيثة لا تقال وتعبر بل تترك أثراً تهدم تاريخاً وتشوه مشواراً وتجرح قلوبا أنقى من أن تتورط في رد الإساءة بمثلها
والأدهى أن أصحاب هذه الألسنة الملوثة يتخفون خلف شاشات أو حسابات مجهولة يرمون اتهاماتهم دون مسؤولية وكأن أعراض الناس لعبة في أيديهم. هؤلاء ليسوا مجرد أشخاص بل وباء اجتماعي يجب مواجهته والقضاء علية لأن تركهم يعبثون بلا محاسبة يعني فتح الباب لفوضى تهدد كل قيمة محترمة
من هنا تأتي الحاجة الملحة إلى محاسبة كل من يشوه سمعة الآخرين دون دليل. ليس كنوع من الانتقام بل حفاظا على الأخلاق العامة وعلى حق الإنسان الشريف في أن يعيش مرفوع الرأس دون أن يلاحقه ظل كذبة أو إشاعة المجتمع لا ينهض إلا بالعدالة والعدالة لا تقوم إلا حين يحاسب المسيء ويحترم الشريف
إن الدفاع عن الحقيقة ليس شجاعة بل واجب والصمت أمام الكلمة الخبيثة ليس حكمة بل مساحة إضافية تمنح لصاحبها ليتمادى لذلك يجب أن يكون الرد بالقانون وبالوعي وبإعلاء قيمة الحق فوق كل ضجيج
وفي النهاية يبقى الشرفاء ثابتين لا تهزهم العواصف وتبقى الحقيقة مشرقة مهما حاولت الأيدي الملوثة أن تطفئ نورها أما أصحاب التشويه فمصيرهم إلى زوال لأن السمعة لا تصنع بالافتراء ولا تهدم بالكذب بل تبقى محفوظة في قلوب من يعرفون الحق ويشهدون له
حفظ الله مصر وشعبها العظيم
