حين تتحول النظافة إلى عقاب
الفرق بين التأديب بالتربية والعقاب بالإهانة.
بقلم : عماد نويجى
صدمت عندما سمعت من أحد أبنائنا أن من يتأخر عن طابور الصباح في مدرسته يقوم بجمع الأكياس الفارغة من فناء المدرسة
كانت الكلمة بسيطة لكنها موجعة فهي تحمل فكرة كارثية لا يدرك من وضعها مدى خطورتها على نفس الطفل
لقد جعلنا الطفل يشعر أن النظافة مجرد عقاب وليست قيمة وأن حمل كيس فارغ أو التقاط ورقة من الأرض هو إهانة
أي تربية هذه التي تجعل العمل الشريف مؤلمًا والواجب الأخلاقي رمزًا للعقوبة
المعلم التربوي الحقيقي لا يستخدم البيئة التعليمية في إذلال الطفل بل في تهذيبه
إذا رأيت طالبك متأخرًا عن الطابور فامنحه درسًا في الانضباط لا في المهانة
اجعله يشارك في تنظيم الصفوف أو مساعدة الزملاء أو الإشراف على النظام
لكن لا تجعله يلتقط ما على الأرض لأنك حين تفعل ذلك تزرع في عقله أن من ينظف أقل شأنًا ممن يخطئ
النظافة في جوهرها تربية وسلوك وليست مهمة الخدم أو عقوبة للمهملين
بل هي واجب اجتماعي وسلوك حضاري يجب أن يتعلمه الطفل بالقدوة لا بالعقاب
عندما يرى التلميذ معلمه ينحني ليلتقط كيسًا من الأرض سيقلده بمحبة واحترام
أما عندما يُجبر على ذلك أمام زملائه فسيكرهه وسيربط بين الفعل الشريف والإذلال
أقولها بوضوح لكل من بيده مسئولية تربوية ابدأ بنفسك
كن القدوة التي تريد أن تراها في تلاميذك
التربية ليست أوامر تصدر من مكتب بل مواقف تُعلَّم بالبساطة والفعل
والمعلم الذي يلتقط الأكياس قبل تلاميذه هو من يزرع فيهم أجمل دروس الحياة