الرئيسيةمقالاتحين تصبح الكلمة مسؤولية وطنية
مقالات

حين تصبح الكلمة مسؤولية وطنية

حين تصبح الكلمة مسؤولية وطنية

حين تصبح الكلمة مسؤولية وطنية

 هاني الزنط

لم تعد الصحافة اليوم مجرد مهنة تمارس، بل أصبحت دورا محوريا في حماية الوعي العام وصون استقرار المجتمعات. ففي زمن الانفتاح الرقمي والتدقيق غير المحدود للمعلومات، بات الإعلام في مواجهة مباشرة مع تحديات جسيمة، أبرزها سرعة انتشار الشائعات وتراجع المعايير المهنية لدى البعض.

إن خطورة المشهد الإعلامي الحديث لا تكمن في وفرة المعلومات، بل في غياب التمييز بين الخبر الموثوق والمحتوى الموجه. وهنا يظهر الدور الحقيقي للصحفي الواعي، الذي يدرك أن مهمته الأساسية هي البحث عن الحقيقة، لا مجاراة الترند، وأن التأثير الحقيقي يقاس بعمق المضمون لا بعدد المشاهدات.

الإعلام المسؤول هو القادر على تقديم محتوى يحترم عقل المتلقي، ويعتمد على الدقة والتحقق، ويبتعد عن الإثارة المفتعلة. كما أنه يساهم في بناء ثقافة عامة قائمة على الفهم والتحليل، لا على الانفعال وردود الفعل السريعة، خاصة في القضايا الحساسة التي تمس الأمن المجتمعي والسلم الاجتماعي.

ومع تزايد أدوات التضليل الرقمي، تتعاظم الحاجة إلى إعلاميين يمتلكون الوعي المهني والأخلاقي، وقادرين على استخدام التكنولوجيا كوسيلة لكشف الحقيقة لا تشويهها. المعركة الحقيقية اليوم هي معركة وعي، والكلمة الصادقة هي السلاح الأقوى فيها.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية إعادة الاعتبار لقيم الصحافة الأصيلة، وعلى رأسها النزاهة والاستقلالية وتحمل المسؤولية. الإعلام القوي لا يبنى الضجيج، بل بالثقة، ولا يرسخ حضوره إلا عندما يكون في صف المجتمع وا

لحقيقة.

حين تصبح الكلمة مسؤولية وطنية

حين تصبح الكلمة مسؤولية وطنية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *